14 يونيو) في دورته الخامسة عشرة، ليثبت أنه استطاع خلق حوار حقيقي بين فنانين من كلا الضفتين، عبر لقاءات استثنائية فريدة من نوعها امتزجت فيها ألوان موسيقية مختلفة. وككل سنة، يسعى هذا المهرجان إلى منح عشاقه لحظات لا تنسى من الموسيقى والحوار والتبادل الثقافي والانصهار بين الجاز الأوروبي والموسيقى المغربية. ولذلك، فمع توالي الدورات يزداد جمهوره ويجذب عشاقا جددا لهذا اللون الموسيقي يحملون معهم حركية ونفسا جديدين. وفي هذا الإطار، اعتبرت نادية دوبوي المكلفة بالصحافة والإعلام ببعثة الاتحاد الأوروبي، والتي رافقت المهرجان منذ دورته الأولى التي احتضنها متحف الأوداية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التظاهرة الفنية التي عرفت تطورا سريعا ونضجا مشهودا أصبحت من المواعيد الثقافية السنوية الهامة التي تحتضنها مدينة الرباط. وأضافت "لا يوجد أي شيء أفضل من الثقافة للتقريب بين الشعوب وخلق التفاهم"، موضحة أن "الموسيقى لغة كونية تجمع الأوروبيين والمغاربة حول حوار مثمر". + من متحف الأوداية إلى فضاء شالة التاريخي + واستحضرت نادية دوبوي الدورات الأولى لهذا المهرجان التي كانت تنظم بمتحف الأوداية، معتبرة أن هذه المبادرة كانت رائدة في تلك الفترة، حيث تم التفكير في تنظيم نشاط فني يجمع فنانين أوروبيين بنظرائهم المغاربة للتعريف بهذا اللون الموسيقي في المغرب. وأبرزت أن المهرجان بدأ بحفل في قاعة بمتحف الأوداية، لينتقل بعدها إلى الساحة التي تحمل نفس الإسم بعد النجاح الذي حققه في جذب عدد متزايد من المعجبين. وما فتئت اللقاءات بين الجاز الأوروبي والموسيقى المغربية، دورة تلو دورة، حتى اليوم، تحظى بالمزيد من النجاح وتحسن الأداء. وتابعت أنه في سنة 2005 انتقل مهرجان الجاز من الأوداية إلى شالة حيث ساهم هذا الموقع الأثري في إغناء المهرجان وإضفاء سحر خاص عليه، مشيرة إلى أنه تم اختيار مديرين فنيين أحدهما مغربي والآخر أوروبي لإنجاح هذا الحوار الأورو متوسطي بين الفنانين المشاركين في المهرجان كل سنة. كما أن فلسفة هذا الحدث الفني كانت تهدف إلى استقطاب جمهور عريض. +مهرجان الجاز بشالة ينفتح على تجارب أخرى+ وقالت نادية دوبوي أن المهرجان انفتح على تجارب غير مسبوقة إذ قدم الفنانون المشاركون في المهرجان بمختلف دوراته عروضا خارج فضاء شالة، كتقديم حفلات في سجن سلا ومستشفى الأمراض العقلية بنفس المدينة وبجمعيات وبشاطئ الرباط لتستفيد شرائح أخرى من هذا المهرجان. وأضافت أن الهدف كان هو تقديم الموسيقى لأشخاص ليست لديهم إمكانية حضور الحفلات بفضاء شالة الأثري، منوهة في هذا الإطار بالفنانين المغاربة والأوروبيين الذين رحبوا بهذه المبادرة. + لقاءات بين الفنانين والانصهار بين الموسيقى: روح مهرجان الجاز بشالة+ ومن جانبه، اعتبر مجيد بقاس المدير الفني المغربي للمهرجان، أن اللقاءات بين فنانين من كلا الضفتين هو روح مهرجان الجاز بشالة، مستحضرا في هذا الصدد، الدورة الأولى لهذه التظاهرة الفنية والتي نظمت في أكتوبر 1996 حيث لم تمنع الأمطار الجمهور الشاب من حضور حفلات الجاز.وذكر بأن عددهم في تلك الفترة كان يقدر ب200 متفرج أما الآن فقد ارتفع العدد ليصل إلى 1000 شخص. وأضاف بقاس أن جمهور المهرجان يتزايد سنة بعد أخرى خاصة لدى فئة الشباب، مبرزا أنه على مدى 15 سنة احتضنت منصة هذا الحدث الفني لقاءات بين فنانين مغاربة وأوروبيين قدموا حفلات رائعة مكنت الجمهور من اكتشاف إيقاعات وألوان موسيقية جديدة تعبر عن ثقافات أخرى. ويرى بقاس أن مهرجان الجاز بشالة يستمد قوته من إبداعات الفنانين المشاركين الذين لا يترددون في تقديم موسيقى تنهل من جميع الثقافات. وتتواصل حفلات الجاز مساء اليوم الأحد بحفل للفنان محمد زفتاري والثلاثي ماتياس شريفيل من ألمانيا والعازف البولوني بوديك جانك. ومحمد زفتاري من مواليد مدينة سلا ودرس بعدة معاهد فنية بالمغرب وفرنسا. وهو عازف كمان ومؤلف موسيقى سبق له أن عمل مع عدة فنانين ومجموعات من حوض المتوسط بمعهد العالم العربي بباريس، وبأورينتال بستوكهولم وبمهرجان العالم العربي في مونريال. وسيصدح كمان محمد إلى جانب موسيقى ممتعة واحتفالية مع الثلاثي ماتياس شريفيل وجانك بوديك.