شارك أكثر من 300 مشارك مغربي و60 مشاركا فرنسيا، في أشغال المؤتمر الحادي والعشرين للجمعية المغربية للروماتيزم، المنظم الأسبوع الماضي، بمدينة مراكش. وركز المختصون، خلال هذا اللقاء، على القفزة النوعية والكمية، التي عرفها تحمل التهاب المفاصل الروماتويدي خلال السنوات الأخيرة. وأبرز خبراء مختصون، أهم العراقيل التي تعيق تقديم رعاية كافية للمرضى المغاربة المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي، تتمثل في غياب المعلومات، والتشخيص المتأخر، والولوج المحدود إلى العلاج البيولوجي، وحسب إحصائيات أولية، أبرزت البروفيسورة فدوى العلالي، أخصائية في أمراض الروماتيزم، أن حوالي 250 إلى 300 ألف مريض مصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي، يستفيد أقل من 20 في المائة، منهم من تغطية مناسبة، مبرزة أن أخصائيي التهاب المفاصل المغاربة، يعملون حاليا لتطوير المعارف المتعلقة بأمراض العظام والمفاصل. من جهة أخرى، أشارت الدكتورة سلوى لغرايسي، أخصائية في التهاب المفاصل، أنه في الآونة الأخيرة، تمكنت مجموعة من العلاجات الجديدة، من الحصول على تراخيص لدخول السوق المغربية. وهو ما دفع بالجمعية المغربية لطب الروماتيزم من أجل تعويضها وتسهيل ولوج المرضى، الذين هم في حاجة إليها. وأشار منظمو مؤتمر مراكش، خلال لقاء صحفي نظم بالدارالبيضاء، إلى أن مؤتمر هذه السنة، تناول مختلف المستجدات في مجال الروماتيزم، مبرزين أن التهاب المفاصل الروماتويدي مرض شائع وخطير يقلل أمد الحياة لدى المرضى المصابين به. وعرف طب الروماتيزم، بالمغرب، تطورا حقيقيا خلال السنوات العشر الأخيرة، بعد أن تغيرت رعاية المصابين بشكل كبير، إذ غيرت العلاجات الجديدة والفعالة حياة العديد من المرضى. وجرى التركيز خلال مؤتمر مدينة مراكش، على التعريف بالتهاب المفاصل الروماتويدي، الذي كان يعتبر قبل سنوات مرضا يدمر المفاصل ويهدد جودة وأمد الحياة. والعلاجات الطبيعية التي تعمل على تهدئة كاملة للمريض وتمكنه من عيش حياة طبيعية، من قبيل "أنبرل"، و"أكتيمرا"، و"هوميرا"، و"مابتيرا"، و"ريميكاد". في انتظار ولوج 3 أدوية أخرى السوق المغربية، رغم حصولها على ترخيص بذلك منذ أكثر من سنة. موازاة مع ذلك، تناول المؤتمر جانبا آخر للروماتيزم يتعلق بترقق العظام أو كما يسميه الأطباء "السارق الصامت للعظام"، الذي إن لم تجر معالجته يتسبب في مضاعفات عبارة عن كسور في العظم تؤدي إلى حدوث إعاقة لدى المريض. يذكر أن التهاب المفاصل الروماتويدي، يعد أحد أمراض الروماتيزم الالتهابية المزمنة والمنتشرة. ويصيب هذا المرض حوالي 0.5 في المائة إلى 1 في المائة من سكان العالم، ويصيب المرأة بمعدل أربع مرات أكثر من الرجل. ويصيب المرض الأشخاص في مختلف الفئات العمرية، خصوصا في الفترة الممتدة ما بين 35 و55 سنة.