تشبث أعضاء فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس مدينة الدارالبيضاء بقرار الاستقالة، الذي أعلنوا عنه خلال أشغال دورة الحساب الإداري، التي انعقدت يوم الثلاثاء المنصرم. وأكد بعض أعضاء الفريق، خلال ندوة صحفية، نظمت مساء أول أمس الأربعاء، أن مسألة الاستقالة لا رجعة فيها، وأن هناك العديد من الأسباب التي دفعت إلى اتخاذ هذا القرار، من بينها استحالة العمل في جو التوتر الذي أصبح يخيم على المجلس، ومشكل تداخل الأدوار داخله بين الأغلبية والمعارضة، وبروز مظاهر بعيدة عن المعارضة البناءة، وانغماس البعض في ما وصفوه بالشعبوية والسياسوية المفرطة ضدا على مصالح البيضاويين، إضافة إلى الحياد السلبي لسلطة الوصاية واكتفائها بالتفرج على الأحداث التي يشهدها المجلس. وقال عدد من أعضاء الفريق إنهم شعروا باستحالة تنفيذ مشاريع والتزامات الحزب اتجاه البيضاويين، بسبب انعدام شروط النقاش الديمقراطي البناء داخل المجلس، مضيفين أن جميع المساعي والمحاولات المتكررة من فريق التجمع الوطني للأحرار لإعادة مجلس مدينة الدارالبيضاء إلى وضعه الطبيعي في سبيل المصلحة العامة للدارالبيضاء باءت بالفشل. وأعلن منتخبو حزب الأحرار، خلال الندوة نفسها، أنهم مستعدون لتحمل جميع تبعات الاستقالة في باقي المجالس الأخرى، في إشارة إلى مجلس العمالة والجهة. وفي هذا السياق، قال رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار، الطاهر اليوسفي، ل "المغربية"، إنه إذا كانت للاستقالة من المجلس تبعات على مستوى المجالس الأخرى، فليس هناك طريق آخر سوى تقديم الاستقالة من هذين المجلسين، وأضاف أن الهدف من اتخاذ هذه الخطوة ليس المساهمة في "البولوكاج"، الذي تعرفه المدينة منذ أشهر، ولكن هي صرخة ووقفة تأمل في الوضع، وقال "حاشا أن يكون هدفنا عرقلة مشاريع الدارالبيضاء، بل إننا كنا، في مناسبات كثيرة، نسعى إلى توحيد جهود فرق الأغلبية، لكن للأسف لم يحدث هذا الأمر، وهذه الاستقالة مجرد صرخة، على الوضع، الذي أصبح يعرفه مجلس المدينة".