أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري, أن المغرب سيظل متمسكا بحقوقه المشروعة في صحرائه ومتشبثا بإيجاد حل سياسي متفاوض بشأنه لقضية الصحراء المغربية تحت إشراف هيئة الأممالمتحدة. وشدد الكثيري, خلال المهرجان الخطابي الذي نظم أمس الجمعة بمدينة طرفاية, بمناسبة تخليد الذكرى ال53 لاسترجاعها إلى حظيرة الوطن, على أن المغرب سيبقى مستعدا للتصدي لمؤامرة خصوم وحدته الترابية وكبح أطماعهم التوسعية بفضل الإجماع الوطني الذي تحظى به القضية الوطنية من طرف جميع الأطياف السياسية للشعب المغربي وقواه الحية. وثمن المندوب السامي, بالمناسبة, مضامين الخطاب الملكي السامي ل9 مارس الماضي, مبرزا أنه يستجيب لانتظارات المواطنين ويجسد طموحاتهم في إرساء دعائم مجتمع ديموقراطي حداثي تسوده العدالة والإنصاف والمساواة. واعتبر الكثيري أن إحياء ذكرى استرجاع مدينة طرفاية إلى حظيرة الوطن, يمثل محطة نضالية وازنة في مسار كفاح الشعب المغربي, وصفحة مشرقة في سجل تاريخه الحافل بالمكارم والبطولات, ومناسبة لاستحضار أطوار ملحمة الاستقلال الخالدة وما بذله الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد في سبيل نصرة القضية الوطنية ومناهضة الاستعمار الأحنبي والذود عن مقدسات البلاد وثوابتها. وسجل أن هذه الذكرى تشهد على عنفوان الأمة المغربية وعبقريتها لما تطفح به من قيم الوطنية الحقة وشمائل المواطنة الإيجابية, مذكرا بالمحطات التاريخية المجيدة التي تجسد للكفاح الوطني وتضحيات العرش والشعب في سبيل استعادة الحق المسلوب وإصرارهما على التمسك بالمقدسات الدينية والوطنية والذود عنها مهما كانت الصعاب والعراقيل وتعدد مناورات الخصوم ودسائس الحاقدين. واستحضر بالمناسبة المواقف الخالدة لملحمة استرجاع سيدي افني سنة1969 وتحرير الأقاليم الجنوبية سنة1975 بفضل المسيرة الخضراء المظفرة, وجلاء آخر جندي أجنبي عنها في28 فبراير من سنة1976 , مشيرا إلى أن أبناء طرفاية كانوا دوما سباقين لتلبية نداء الوطن من أجل تحرير ربوع الأقاليم الجنوبية. وذكر بالمجهودات التي تبذلها المندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير في سبيل الحفاظ على الذاكرة الوطنية والائتمان على الموروث الحضاري والتعريف بتاريخ المقاومة الوطنية والمغاربية وأمجادها ومكارمها, من خلال تنظيم ندوات علمية وأيام دراسية وإحداث متاحف تجسد أمجاد ومفاخر الموروث الجهادي, فضلا عن استنساخ الوثائق التاريخية المتوفرة داخل الوطن وخارجه وتسجيل الشهادات الحية والروايات الشفهية وتشحيع الدراسات والبحوث الجامعية. ومن جانبه, أشاد عامل إقليم طرفاية, محمد الناجم ابهاي, بالتضحية التي اتسم بها أبناء إقليم طرفاية على مر العصور للدفاع عن مقدسات هذا الوطن والحفاظ على مكتسباته والوقوف في وجه المستعمر مرابطين ومجاهدين, في فترة عصيبة من الزمن, هدفهم الوحيد حماية وطنهم ووطنيتهم لايرضون عنها بديلا من أجل نصرة الحق والحفاظ على هذه الوحدة التي ينعم بها المغرب تحت قيادة العرش العلوي المجيد, مجسدين بذلك الحس الوطني الصادق والروح الوطنية العالية. ودعا ابهاي, بهذه المناسبة, أبناء وحفدة المقاومين بهذه الربوع إلى النهل من نعيم تاريخ أجدادهم وتقفي آثارهم وخطاهم والهدي بطريقهم من أجل حماية هذا الوطن من كيد الكائدين متسلحين بالإيمان الصادق والولاء والاخلاص للعرش العلوي المجيد. واعتبر باقي المتدخلين أن تخليد ذكرى استرجاع مدينة طرفاية إلى أرض الوطن يشكل محطة مشرقة تنضاف إلى سجل تاريخ المغرب الحافل بالملاحم والبطولات والأمجاد, مذكرين بالحضور الوازن لأبناء هذا الإقليم في مختلف المعارك التي خاضها الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد في سبيل الحرية والاستقلال الوطني والوحدة. وعبروا, باسم كافة أبناء المقاومين بهذا الإقليم, عن استعدادهم للدفاع عن المكتسبات الوطنية وثوابت الأمة, متشبثين بمغربية الصحراء التي ناضلوا من أجلها ضدا على المخططات الانفصالية للخصوم والمؤامرات المكشوفة لأعداء الوحدة الترابية للمملكة. وقد تميز تخليد هذه الذكرى بتنظيم ندوة علمية تحت شعار "الوعي بالتاريخ المحلي رافعة للتنمية", بمشاركة أساتذة جامعيين وباحثين ومهتمين من فعاليات المجتمع المدني, بالإضافة إلى موضوع "التاريخ وحاضرة طرفاية من خلال قراءة في المخططات الاستعمارية في جنوب المغرب خلال القرن التاسع عشر".