يشارك أزيد من 1000 فارس مقدام، من مناطق دكالة، وعبدة، والشاوية، والحوز، وغيرها من جهات المملكة، في موسم مولاي عبد الله أمغار، يشدون إليهم أنفاس السياح الأجانب، والزوار الوافدون من داخل وخارج أرض الوطن متنافسون في تظاهرة سابقة (خاص) والذين يزيد عددهم عن 350 ألف زائر، يحطون الرحال في خيام، يزيد تعدداها عن 22 ألف خيمة، مقامة على أرض خلاء، تمتد على زهاء كيلومترين. وحسب تقرير صحي، تتوفر "المغربية" على نسخة منه، حجزت لجنة مختصة، خلال فترة الموسم القانونية، مواد غذائية فاسدة، عبارة عن كميات من الأسماك، واللحوم، ومشتقات الحليب، والمأكولات والفواكه. ونبه التقرير إلى انتشار النفايات في بعض النقاط بالموسم. شكل موسم مولاي عبد الله أمغار، منذ مئات السنين، موعدا سنويا وقبلة لقبائل دكالة، للاحتفاء بالولي الصالح، دفين رباط تيط، الذي يعتبر امتدادا لسند أبي شعيب أيوب سعيد (السارية)، والجنيد، ثم الشاذلي، بواسطة أبي يعزى، فأبي مدين، فعبد الرحمان المدني الرزيات وابن مشيش. واشتهر الشيخ مولاي عبد الله بغزارة علمه، وسعة اطلاعه، وكانت الوفود تتقاطر عليه برباط "تيطنفطر"، ويقال اختصارا "تيط"، وهي لفظة بربرية، تعني عين الفطر، من كل حدب وصوب، لاستشارته، والتزود بنصائحه وموعظته. يعتبر موسم مولاي عبد الله أمغار أهم تظاهرة "شعبوية" في شمال إفريقيا، تتعدد تجليات الأنشطة فيه، وتتوزع بين دينية، تقام في ضريح الولي الصالح، والمسجد التابع له، واحتفالية وترفيهية وتراثية، تحتضنها فضاءات الموسم، سيما الصيد بالصقور، و"التبوريدة"، التي يشارك فيها أزيد من 1000 فارس مقدام، من مناطق دكالة، وعبدة، والشاوية، والحوز، وغيرها من جهات المملكة، يشدون إليهم أنفاس السياح الأجانب، وزوار الموسم، المتوافدين من داخل وخارج أرض الوطن، الذين يزيد عددهم عن 350 ألف زائر، يحطون الرحال في خيام، يزيد تعدادها عن 22 ألف خيمة، مقامة على أرض خلاء، تمتد على زهاء كيلومترين، على طول الشاطئ الساحلي لمركز مولاي عبد الله، الكائن على بعد 11 كيلومترا جنوبالجديدة. تظاهرة كبيرة لم يمنع كون موسم مولاي عبد الله أكبر تظاهرة في شمال إفريقيا، من استشراء بعض تجليات الانحراف، والانحلال الخلقي، والشعوذة، التي تتخلل فضاءاته، من قبيل "المحكن"، وانتشار خيام العرافين والعرافات، والمشعوذين، الذين يعرضون أعشابا ل"فسخ السحر"، حسب الزعم والاعتقاد السائدين، التي من شأن استهلاكها إحداث تسمم، قد يفضي إلى موت محقق، أو إلى قسم الإنعاش. وعرف الموسم، مع تعاقب السنين، تغييرات، جعلت الطابع الفلكلوري، يطغى عليه، بعد أن كان رباط "تيط"، مهدا للعلم ومحجا للعلماء والمريدين، الذين كانوا يتوافدون عليه من مختلف البقاع الإسلامية. كما أن فضاء الموسم، بات يطغى عليه طابع التخييم والاصطياف، سيما أنه يصادف شهر يوليوز أو غشت، ناهيك عن كونه لا يبعد عن عاصمة دكالة إلا بحوالي 10 دقائق. ما أفقده طابعه الأصيل المتأصل، المتمثل أساسا في إبراز الصورة النمطية لعيش قبائل دكالة، من خلال فنون الطبخ واللباس الدكالي، إلى جانب العادات والتقاليد، التي من شانها أن تشكل منتوجا سياحيا متميزا، وتظهر خصوصيات المنطقة، الثقافية والاجتماعية، والمعيشية. ويظل موسم مولاي عبد الله بعيدا كل البعد عن المساهمة في الإقلاع السياحي لإقليمالجديدة، الذي يحتضن بالمناسبة بنيات سياحية ضخمة، من قبيل "المحطة السياحية مزغان" و"الكولف الملكي"، ناهيك عن مشاريع تنموية وسياحية، ستعرف قريبا النور، على امتداد الساحل الشاطئي لإقليمالجديدة، وفق الاستراتيجية الجهوية، والتصور العصري، اللذين اعتمدهما معاد الجامعي، عامل إقليمالجديدة. تجدر الإشارة إلى أن موسم مولاي عبد الله، عرف، في دورته الأخيرة، ضعفا في التنظيم، وارتجالية في تحديد فضاءات الإشهار، تجلت في استغلال سطوح بعض المرافق العمومية، كالمقاطعة الثانية، لعرض منتوج الشاي. وهذا ما وثقت له "المغربية" بالتقاط صور فوتوغرافية، ناهيك عن الارتجالية التي شابت تحديد منصات الأمسيات الفنية، التي أحدث تمركزها على طول الشارع الرئيسي، وتقارب بعضها من البعض، فوضى عارمة، شلت حركات السير والجولان، وحدت من الفرجة. تنافس حول الصفقة عرفت، بالمناسبة، صفقة تنظيم الفضاء الإشهاري وتنشيط الموسم، في نسخته الأخيرة، التي كانت أعلنت عنهان الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية، تحت إشراف عامل إقليمالجديدة، تجاوزات، حسب شركة (BLS)، التي أفاد ممثلها في اتصال ب"المغربية"، أن الصفقة، كانت رست على الشركة المذكورة، التي كانت التزمت بمقتضى دفتر التحملات، بتخصيص 10 ملايين سنتيم، لترميم وإصلاح ضريح الولي الصالح مولاي عبد الله أمغار، والمسجد، والبنايات المجاورة له، غير أن الطرف المنافس استغل فراغا قانونيا، يكمن في عدم تجديد جمعية ضمن مكونات اللجنة المنظمة، التي لم يودع مسؤول، داخل الآجال المحددة، ملفها القانوني، لدى السلطات المحلية. كما أن عامل إقليمالجديدة السابق، لم يشعر وقتها بهذه الإجراءات المسطرية والقانونية الحاسمة. وآلت الصفقة، عقب مسطرة الطعن، التي سلكها الطرف الخاسر، إلى منافس آخر من الدارالبيضاء، رجح عضو بالمجلس الإقليمي كفته بالتنقيط، حسب ممثل شركة (BLS)، حيث إن الأخير، لم يكن مدرجا أصلا في الصفقة الأولى لفتح الأظرفة. والأخطر أن الطرف الذي حظي بالصفقة، حذف من بنود دفتر التحملات، وعلى خلاف سالفه، الاعتماد المالي، المخصص لترميم ضريح الولي الصالح، والمسجد اللصيق به. وطالب بالمناسبة ممثل لرابطة الشرفاء الأمغاريين، بضرورة اعتناء المنظمين بإصلاح وترميم ضريح الولي الصالح، وبيت الله بمركز "تيط"، هذه المعالم الدينية والروحية، والتي تعتبر أصلا المحور الرئيسي للموسم. وشدد ممثل شركة (BLS)، على ضرورة اعتماد معايير الشفافية والنزاهة، في تفويت صفقة تنظيم الفضاء الإشهاري وتنشيط الموسم، بعيدا عن علاقات القربى والأسرة، واعتبارات الانتماءات الحزبية والسياسية، وكذا، الاحتكار، الذي من شأنه أن يؤثر سلبا على الموسم، الذي يسعى المغرب إلى تسويقه في الداخل والخارج.