يعتبر الفنان عبد العالي بلحربة أو"عبد العالي أنور"، الذي تعرف عليه الجمهور في برنامج "فاصلة"، على القناة الثانية "دوزيم" ثم فوجئ به في برنامج "العندليب من يكون؟" على قناة "إم بي سي"، من الفنانين الشباب، الذين تمكنوا من بصم اسمهم في الساحة الفنية الوطنية والعربية، من خلال أعمال موسيقية لاقت نجاح الجمهور. وشكلت إعادة توزيع أغنية "عطشانة"، للفنانة بهيجة إدريس، مناسبة عبر فيها الجمهور المغربي عن شغفه بهذا الصوت، الذي استطاع أن يعيد إلى أذهان المستمعين أغنية غابت عن الساحة الفنية لسنوات عدة. برزت إرادة أنور في إصراره على الاستمرار في عالم الموسيقى، رغم غيابه الطويل عن الساحة الفنية، بسبب عقد الاحتكار، الذي وقعه مع شركة "إم بي سي" لمدة سنتين، والذي منعه من مزاولة أي نشاط فني دون استشارتها. في هذا الحوار مع "المغربية"، يتحدث الفنان المغربي عبد العالي أنور عن جديده الفني، ونظرته للساحة الفنية، وأسباب اختياراته الموسيقية. ما الجديد الفني المنتظر أن تطل به على الجمهور؟ جديدي الفني يتمثل في ألبوم غنائي جديد، من المرتقب أن أصدره نهاية شهر مارس الجاري، أو بداية شهر أبريل المقبل، ويتضمن 14 عملا فنيا، من بينها 3 أعمال جديدة تعرض للمرة الأولى، وأغان أخرى من التراث المغربي والشرقي. ما الذي يميز الألبوم الجديد عن سابقه؟ الألبوم الجديد يندرج في سياق سالفه، بحيث يمثل في كونه سهرة حية طربية، نحن بصدد وضع اللمسات التقنية الأخيرة عليها. بعد نجاح إعادة توزيع أغنية "عطشانة" لبهيجة إدريس في الألبوم الأول هل هناك أعمال مماثلة تراهن عليها في العمل الجديد؟ هناك أعمال مماثلة ستلقى النجاح نفسه لأغنية "عطشانة"، وإن شاء الله من المنتظر أن يتضمن الألبوم الجديد، أعمالا من التراث المغربي، الذي يستحق منا كفنانين شباب الاهتمام به. لماذا نهجت طريقة السهرات الحية الطربية عوض تسجيل ألبوم غنائي في الأستوديو؟ السبب يرجع، بالأساس، إلى أنني أرتاح في الأغاني الطربية، خاصة أنني سبق أن أديت أغان كثيرة في برنامج المنوعات "فاصلة"، الذي كانت تقدمه القناة الثانية قبل سنوات، وكنت أقدم خلاله أعمالا تنتمي إلى التراث المغربي الأصيل، كما أنني أبحث دائما عن أغنية جديدة تتلاءم مع أذواقي الفنية، يمكن أن أظهر بها إلى الجمهور، ويمكن أن أبرز فيها كافة طاقاتي الفنية. لماذا فكرت في إصدار ألبوم عبارة عن سهرة حية، دون أن تفكر في إدراج أغان خاصة بك؟ سبق أن سجلت 4 أغنيات من إنتاجي الخاص، تعرض على المحطات الإذاعية، كما أنها نالت استحسان المستمعين، الأولى بعنوان "زينة"، وهي أغنية بكلمات مغاربية، كتبتها سميرة بلحاج وزوجتي كريمة، أما اللحن ففلكلوري عراقي لبناني، والألحان لناجي عزمي، وهو مصري مقيم بالمغرب. والأغنية الثانية بعنوان "بعد الغياب"، وهي عبارة عن أغنية شرقية لحنا وكلاما، وهي من كلمات ربيع لخبابي، وألحان ناجي عزمي. وكانت "يا ناسيني" الأغنية المغربية الثالثة، التي كتب كلماتها ولحنها زكرياء بيقشة، أما الرابعة فأغنية شعبية عصرية، وكان التعامل فيها مع الفنان المغربي حسن ديكوك. أما بخصوص السهرة الحية، فكانت مشروعا واردا منذ مشاركتي في برنامج "فاصلة"، الذي عرضته القناة الثانية "دوزيم"، باقتراح من رشيد حياك صاحب شركة "سما ماستر" للإنتاج، وراديو "شذى إف إم". وبالمناسبة، أشكر كل الموسيقيين المحترفين المغاربة، الذين تعبوا ويتعبوا معي في كل الأعمال التي أقدمها. هل أنت خائف من ألا يتقبلك الجمهور بأغانيك الخاصة؟ الأغاني كلها تقدم في الإذاعات، وتلقى إعجاب المستمعين وتطلب في كثير من البرامج الإذاعية. ألم تخش التقليد، خصوصا أن مطربا آخر نهج المسلك نفسه، وأصدر ألبوما عبارة عن سهرة حية؟ التقليد لم يكن في المغرب وحسب، بل سبقنا المشارقة إليه، أمثال جورج وسوف ووائل جسار، وغيرهما، أغلبهم أنتج أغان خاصة به، لم تسجل النجاح، الذي حصدته فكرة إعادة أغان لعمالقة الطرب العربي. وعبد العالي أنور سجل سهرة طربية حية بأدائه الخاص، حيث ركزت على أغاني طربية مائة في المائة، والدليل أن العمل أو الألبوم نال إعجاب كل من استمع إليه، وأشاد بجودة الصوت والموسيقى والتسجيل. هذا بالإضافة إلى أن السهرة الحية تثبت المستوى الحقيقي للمطرب، إذ يغني مباشرة للجمهور دون مؤثرات صوتية وتقنية، وهناك فنانون في العالم العربي تتفاجأ عند سماعك لأصواتهم مباشرة، بعيدا عن الألبوم. ماذا عن تجربة "الفيديو كليب"؟ فكرت في ذلك، بمجرد إصداري لأغنية "يا ناسيني"، لكن ارتأيت تأجيلها إلى ما بعد، في ظل غياب قنوات محلية تعرض مثل هذه الأعمال. بعد تجربتك في برنامج "فاصلة"، غبت لسنوات عن التلفزيون، ما سبب ذلك؟ فعلا، كان هناك غياب، لكن الحمد لله استدعتني القناة الثانية، أخيرا، للمشاركة في برنامجين وهما "سهران معاك الليلة"، و"مسار" مع عمالقة الفن الجميل مثل ميادة الحناوي، الذي قدمته "دوزيم"، أمس الجمعة، وهناك بعض الوعود من القناة الأولى، للمشاركة في بعض برامجها، وهذا ما نتمنى. الغياب أيضا ينعكس على المهرجانات؟ بدوري، ما زلت أجهل أسباب غيابي عن بعض المهرجانات الوطنية، وكانت آخر مشاركة لي في مهرجان مدينة واد لو، وخلالها تواصلت أكثر مع الجمهور، وأنا مستعد للمشاركة في أي تظاهرة فنية يجري استدعائي لها. ما رأيك في المستوى الحالي للأغنية المغربية؟ الأصوات موجودة حاليا، وتتوفر على طاقات فنية ذات مستوى عال، لا ينقصها إلا الظهور إلى الوجود، وأتمنى من مشروع دعم الأغنية المغربية الجديد، الذي أطلقته وزارة الثقافة، أن يساهم في نموها. هل هناك مشروع ديو مع إحدى الفنانات؟ كان هناك مشروع ديو مع الفنانة أمنية، التي سبق واشتغلت معها في برنامج "فاصلة" على القناة الثانية، لكن الحماس المشترك لم يكتمل، وأنا أتشرف بالتعامل مع أي فنان أو فنانة من المغرب أو خارجه. في نظرك هل تمكن الفنانون الشباب من مواصلة ما خلفه الرواد؟ الأغنية المغربية في حاجة ماسة إلى الفنانين الشباب، بحيث يجب التعاون في ما بينهم لتحقيق هدف واحد هو المساهمة في تطوير الأغنية المغربية. ألم تتلق عروضا من شركات إنتاج عربية؟ تلقيت عروضا من شركات عربية خلال مشاركتي في برنامج "العندليب من يكون"، إلا أنني لم أستطع التعاقد مع أي شركة، نظرا للعقد، الذي جمعني بإدارة البرنامج والوعود التي تلقيناها. وعند انتهاء العقد، تنفست الصعداء، ولم تترك لي تجربتي مجالا للتفكير في الهجرة خارج الوطن، بفضل الصديق رشيد حياك، الذي قدم لي الدعم. لماذا لم تفكر في المشاركة في أحد برامج المسابقات الغنائية، التي أصبحت منتشرة؟ عندما لا أفكر في الهجرة خارج الوطن، فهذا يعني أنني أستبعد فكرة الرجوع للخلف، والمشاركة في المسابقات الغنائية. هل خدمتك تجربتك في برنامج "العندليب من يكون؟"، أم أساءت إليك وأخرت مسيرتك؟ مشاركتي في برنامج "العندليب" كانت صدفة، وهي قصة أصبح يعرفها الجمهور، إلا أنها كانت مشاركة مشرفة وإيجابية، قدمتني للجمهور العربي وجعلتني أشعر بالحب الكبير للشعب المغربي، الذي ساندني في المسابقة حتى النهاية، وكذلك الصحافة المغربية. في نظرك، هل استطاع شادي شامل النجاح في تجسيد دور العندليب؟ للأسف، المسلسل لم يتوفق في جلب أنظار الجمهور، عكس المسابقة، كما أن شادي شامل لم يرق إلى تقديم شخصية العندليب. وأود أن أشير إلى أنه، للأسف، اتضح لي، بعد نهاية المسابقة، أن فريق البرنامج كان وقع العقد قبل انطلاق المسابقة مع شادي شامل، والتباري كان فقط أمام الجمهور. هل أنت راض عما وصلت إليه الآن، بعد عناء وانتظار طويلين؟ الحمد والشكر لله سبحانه عز وجل، الذي أنعم علي بحب الجمهور، وأنا راض كل الرضى عن مساري الفني، مادامت مسيرتي الفنية تتمتع بسمعة جيدة.