يتمتع بإرادة قوية على تحقيق النجاح، ولو كلفه ذلك الجهد والوقت، إنه عبد العالي بلحربة أو"عبد العالي أنور"، الذي تعرف عليه الجمهور في برنامج "فاصلة"، على القناة الثانية "دوزيم"، ثم فوجئ به في برنامج "العندليب من يكون" على قناة "إم بي سي"إلا أن الحظ لم يحالفه ليكون "العندليب"، ليعود إلى المغرب، مقررا الاعتماد على الذات، في إصدار أغان خاصة به، بالإضافة إلى ألبوم أول، فضل أن يكون عبارة عن أغان قديمة موزعة بطريقة جديدة، تبرز إمكانيات صوته، وتكسبه جمهورا أكثر من عشاق الأغاني الطربية الكلاسيكية. برزت إرادة بلحربة، في إصراره على الاستمرار في عالم الموسيقى، رغم غيابه الطويل عن الساحة الفنية، بسبب عقد الاحتكار، الذي وقعه مع شركة "إم بي سي" لمدة سنتين، والذي منعه من مزاولة أي نشاط فني دون استشارتها. ويحاول عبد العالي في الفترة الحالية استدراك ما فاته من وقت، لإصدار أكبر عدد من المشاريع الفنية، عن هذه المشاريع وعن التقصير، الذي يطاله في التلفزيون والمهرجانات، كان لعبد العالي مع "المغربية" الحوار التالي: لماذا فكرت في إصدار ألبوم عبارة عن سهرة حية، دون أن تفكر في إدراج أغاني خاصة بك؟ ** سبق أن سجلت 4 أغاني من إنتاجي الخاص، تعرض على المحطات الإذاعية، كما أنها نالت استحسان المستمعين، الأولى بعنوان "زينة"، وهي أغنية بكلمات مغاربية، كتبتها سميرة بلحاج وزوجتي كريمة، أما اللحن ففلكلوري عراقي لبناني، والألحان لناجي عزمي، وهو مصري مقيم في المغرب، والأغنية الثانية بعنوان "بعد الغياب"، وهي عبارة عن أغنية شرقية لحنا وكلاما، وهي من كلمات ربيع لخبابي، وألحان ناجي عزمي. وكانت "يا ناسيني" الأغنية المغربية الثالثة، التي أصدرتها، كتب كلماتها ولحنها زكرياء بيقشة، أما الرابعة فأغنية شعبية عصرية، وكان التعامل فيها مع الفنان المغربي حسن ديكوك. أما بخصوص السهرة الحية، فكان مشروعا واردا منذ مشاركتي في برنامج "فاصلة"، الذي عرضته القناة الثانية "دوزيم"، باقتراح من رشيد حياك صاحب شركة "سما ماستر" للإنتاج، وراديو "شذى إف إم"، إلا أن الالتزامات والسفر جعلت المشروع مؤجلا، إلى أن جرى تجديد الفكرة والاقتراح، من قِبل حميد المحفوضي ورشيد حياك، الذي قدم لي جميع المساعدات، إذ كان التعاون بيننا في الإنتاج. وبالمناسبة، أشكر كل الموسيقيين المحترفين المغاربة، الذين تعبوا على هذا العمل والموزعين سعيد دلاي وخالد حياك، وحميد المحفوضي، وكل من ساهم في هذا العمل. هل أنت خائف من ألا يتقبلك الجمهور بأغانيك الخاصة؟ ** كما قلت سالفا، فالأغاني كلها تقدم في الإذاعات، وتلقى إعجاب المستمعين وتطلب في كثير من البرامج الإذاعية. كيف تتوقع قبول الجمهور لألبومك؟ ** كما تقبل الجمهور عبد العالي أنور في برنامج "فاصلة" بأدائه للروائع الخالدة لكبار الفنانين، وفي برنامج "العندليب من يكون"، الذي عرضته قناة "إم بي سي"، أتمنى أن يتقبله في هذا الألبوم. كما أنني أتلقى اتصالات تهنئني على هذه التجربة. ألا ترى أنك تأخرت في إصدار أول ألبوم لك؟ ** بالنسبة إلى التأخر، فكان بسبب السفر والمشاركة في برنامج "العندليب من يكون"، إذ كان هناك عقد احتكار لمدة سنتين، انتهت مدته في أواخر 2008، فكان من أحد بنوده عدم إصدار أي عمل دون الرجوع إليهم. أما الآن، فعبد العالي أنور غير مرتبط وأنتج أغاني خاصة به، والألبوم الذي أتمنى أن ينال استحسان الجمهور. ألم تخش التقليد، خصوصا وأن مطربا آخر نهج المسلك نفسه، وأصدر ألبوما عبارة عن سهرة حية؟ ** التقليد لم يكن في المغرب وحسب، بل سبقنا المشارقة إليه، أمثال جورج وسوف ووائل جسار، وغيرهما، أغلبهم أنتج أغاني خاصة به، لم تسجل النجاح، الذي حصدته فكرة إعادة أغاني لعمالقة الطرب العربي. وعبد العالي أنور سجل سهرة طربية حية بأدائه الخاص، حيث ركزت على أغاني طربية 100 في المائة، والدليل أن العمل أو الألبوم، نال إعجاب كل من استمع إليه، وأشاد بجودة الصوت والموسيقى والتسجيل. هذا بالإضافة إلى أن السهرة الحية تثبت المستوى الحقيقي للمطرب، إذ يغني مباشرة للجمهور دون مؤثرات صوتية وتقنية، وهناك فنانون في العالم العربي تتفاجأ عند سماعك لأصواتهم مباشرة، بعيدا عن الألبوم. شاهدناك أخيرا في إحدى القنوات المغربية، في سهرة تلفزيونية، هل ترى أن التلفزيون المغربي بدأ يدعمك بعد نوع من التهميش الذي طالك لفترة؟ ** الحمد لله لم يطل عبد العالي أنور التهميش، والدليل أنني أستدعى في جميع البرامج التي تنتجها القناة الثانية، إلا أنه يطالني نوعا ما التقصير والاستضافة القليلة. هل خدمتك تجربتك في برنامج "العندليب من يكون"، أم أساءت إليك وأخرت مسيرتك؟ ** مشاركتي في برنامج "العندليب" كانت صدفة، وهي قصة أصبح يعرفها الجمهور، إلا أنها كانت مشاركة مشرفة وإيجابية، قدمتني للجمهور العربي وجعلتني أشعر بالحب الكبير من طرف الشعب المغربي، الذي ساندني في المسابقة حتى النهاية، وكذلك الصحافة المغربية. ما هي الخطوة الموالية التي تفكر فيها بعد إصدار الألبوم؟ ** أول شيء يفكر فيه الفنان بعد تسجيله لألبوم يأخذ منه الجهد والوقت، هو توسيع انتشاره ونيله استحسانا من الجمهور، وهذا يتطلب بلا أدنى شك، الوقت الكافي. وبخصوص الخطوة الموالية، فهناك مشروع لتسجيل أربع أغاني جديدة، بالإضافة إلى أغنية "يا البيضة" للفنان المغربي المرحوم إبراهيم العلمي، بتوزيع جديد أتطلع إلى ضمها للأغاني السابقة، في إطار التحضير لألبوم ثان إن شاء الله. هل هناك مهرجانات أو حفلات فنية من المنتظر أن تشارك فيها في الفترة المقبلة؟ ** لم أتلق أي دعوة في الفترة المقبلة، حالي حال أي فنان مغربي يشتكي التقصير، الذي يطاله في ما يتعلق بالمشاركات الفنية في المهرجانات المغربية. ألم تتلق عروضا من شركات إنتاج عربية؟ ** تلقيت عروضا من شركات عربية خلال مشاركتي في برنامج "العندليب من يكون"، إلا أنني لم أستطع التعاقد مع أي شركة، نظرا للعقد، الذي يجمعني بإدارة البرنامج والوعود التي تلقيناها. وعند انتهاء العقد، تنفست الصعداء، ولم تترك لي تجربتي مجالا للتفكير في الهجرة خارج الوطن، بفضل الصديق رشيد حياك، الذي قدم لي الدعم. لماذا لم تفكر في المشاركة في أحد برامج المسابقات الغنائية، التي أصبحت منتشرة؟ ** عندما لا أفكر في الهجرة خارج الوطن، فهذا يعني أنني أستبعد فكرة الرجوع للخلف، والمشاركة في المسابقات الغنائية. هل أنت راض عما وصلت إليه الآن، بعد عناء وانتظار طويل؟ الحمد والشكر لله سبحانه عز وجل، الذي أنعم علي بحب الجمهور، وأنا راض كل الرضى على مساري الفني، مادامت مسيرتي الفنية تتمتع بسمعة جيدة.