سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من تداعيات برنامج تحقيق حول انتشار التطرف والإرهاب في المجتمع المغربي..تفاصيل جديدة من الرشيدية حول ما قامت به القناة الثانية لتنجز برنامجا بالشكل الذي أرادت
جاءت القناة الثانية إلى مدينة الرشيدية لتضرب عصفورين بحجر واحد: تغطية الرالي وتصوير برنامجها الشهري تحقيق...البرنامج يعد ليقدم يوم 2004 5 13 استعدادا لتخليد ذكرى 16ماي !!! لكن الظرف لم يكن مواتيا حيث كان الاستعداد لمونديال 2010 على قدم وساق لعلنا نظفر به... ولهذا ارتأى مقدمو البرنامج التأجيل، فرب برنامج أو تصريح يفهم منه أننا بلد ينتج الإرهاب ويصدره، ويكون مؤثرا على نتيجة التصويت... لكن رغم ذلك كان ما كان، وفوت المونديال إلى جنوب إفريقيا، وقرر بعض مسؤولي القناة الثانية بث البرنامج أخيرا... لقد علمنا أن دوزيم ستدخل هذه الأرض الطيبة، وكان من الممكن بل من الوارد جدا أن لا يستقبلها الأستاذ الذي اتهم بكونه يجبر تلميذات قسمه على ارتداء الحجاب، والذي بث تصريحه في البرنامج مجتزأ مبتورا لسبب بسيط هو أنها قناة غير موضوعية. ولكن حتى لا يعطى لهذا الموقف أبعاد أخرى، أشرنا على الأستاذ أن يحاور القناة الثانية لكن بشرط أن تكون هناك عدسة تصوير مستقلة تصور بشكل مستقل، ويمكن الاستشهاد بها عند الضرورة، لأننا نعرف هذه القناة ونعرف ما يمكن أن تصنعه بنا... لكن في آخر المطاف، صور فريق تحقيق تصريح الأستاذ المذكور، دون أن تكون هناك كاميرا أخرى تصور ما تصوره القناة الثانية. وكما كان متوقعا، بث تحقيق المادة التي أراد، بالشكل الذي أراد، وظهر تصريح أستاذ التربية الإسلامية في شكل مبتور، بحيث إن التصريح الذي أخذ حوالي 15 دقيقة، اجتزأه مهنيوا القناة الثانية في ثوان معدودة.. وحتى الشكوى التي زعموا أن المشتكين من هذا الأستاذ قد قدموها للنائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والشباب ليس لها أي أصل، وقد أكد السيد النائب هذا لالتجديد قائلا أنا لم أتلق أي شكاية من طرف أي أحد ضد الأستاذ موضوع الاتهام! وقد ظهرت مهنية القناة الثانية أيضا في كونها لم تدرج تصريحات أساتذة يدرسون في ثانوية الأمير مولاي عبد الله، رغم أن تلك التصريحات لا تتجاوز الدقيقة والدقيقتين، وسبب عدم بثها، هو كونها لا تخدم الأهداف التي جاء لأجلها فريق البرنامج. هذا إلى جانب عدم إعطاء الاهتمام اللازم لاستجواب مدير الثانوية التي يدرس بها الأستاذ المذكور... المهنية نفسها برزت في كون لائحة تلاميذ الأستاذ المتهم تضم 24 تلميذة غير محجبة نقطهن تتراوح بين 18 و,20 وليس للحجاب أو غيره أي معيار يذكر في التنقيط، ومعدو البرنامج عرفوا هذه الحقيقة، لكن لم يذكروها... وأخطر تلبيس مارسته القناة هو علمها بأن الدخول إلى المؤسسات التعليمية لا يمكن أن يكون إلا بإذن من مسؤوليها، ولربما أحس معدو البرنامج أن النائب الإقليمي قد لا يرخص لهم، فاتصلوا بمقر القناة بالدار البيضاء حيث اتصل المسؤولون برئيس قسم الاتصال بوزارة التربية الوطنية والشباب بتاريخ 22/04/,2004 هذا الأخير منح للقناة ما أرادت كما تدل على ذلك مراسلة موجهة إلى النائب الإقليمي للوزارة بالرشيدية بالفاكس صباح 23/04/2004 .... والتلبيس يكمن في أن موضوع المراسلة تضمن طلب القناة الثانية من النائب الإقليمي الترخيص لفريق تحقيق لتصوير برنامج حول نظرة التلاميذ إلى مسائل الحجاب واللباس وتمثلاتهم لهذا الموضوع داخل الوسط التعليمي!؟.. فأين هذا مما صوره معدو البرنامج؟ ومما يزيد الأمر غرابة هو محاورة تلميذ واحد في مؤسسة لم يعد الأستاذ يدرس فيها الآن لإثبات التهمة المزعومة على الأستاذ المذكور... وهذا الأستاذ يدرس أكثر من 350 تلميذا وتلميذة، لذا كان من الموضوعية أخذ رأي ولو 10 تلميذات على الأقل.. لكن يبدو أن فريق البرنامج الصحافي المهني كان له رأي آخر...لقد ترسخ لدى أبناء الإقليم أكثر من غيرهم أن أهداف دوزيم المعلنة وغير المعلنة لا تخدم هذا البلد وأهله، لكونها لا تركز على المشاكل الحقيقية التي يعانيها هذا الإقليم المهمش بالذات على شتى الأصعدة.. بل هي تركز فقط على الموضوع الذي أرادت، وتبرزه بالشكل الذي أرادت... وحتى في موضوع البرنامج المذكور، لماذا لم تسأل القناة عن الأساتذة الذين يرهبون التلميذات المحجبات داخل الفصل الدراسي، ولماذا لم تسأل عن الأستاذ الذي طرد تلميذتين بسبب ارتدائهما للحجاب، ولماذا لم تبحث في الشكوى التي بعثتا بها إلى النيابة الإقليمية.. إن العمل المهني يفرض على القناة الثانية أن تكون موضوعية لأنها قناة المغاربة جميعا ومن جيوبهم تقتات... أما قرصنة الحقائق وقرصنة التاريخ، فهذه حيلة لم تعد تنطلي على أحد، والمغاربة كلهم يقفون وسيقفون ضدها كلم أطلت برأسها... عبد العالي الخالدي