هم خريجو برامج مسابقات بحثوا عن النافذة التي يفجرون من خلالها مواهبهم، فألفوا في هذه البرامج بوابتهم نحو الشهرة، بعدما اقتحموا البيوت.. من «ستار أكاديمي»، مرورا ب«أستوديو دوزيم»، حلقت مواهب شباب مغاربة، حاملين حلم النجومية وحلم الاحتراف في المجال الفني، إلا أن كثيرين منهم واجهوا واقعا فنيا صعبا، مما جعلهم يضطرون للاشتغال في الملاهي الليلية والفنادق الراقية، لإيصال فنهم وللبحث عن مورد مالي لتمويل أغانيهم وألبوماتهم. بعد أن تألق في برنامج «سوبر ستار» وعاش في أمريكا، عاد سعد المجرد إلى المغرب فوقف على واقع فني صعب، مما اضطره إلى الاشتغال في فضاء اليالي الأنس» في مدينة طنجة، وبعدما توج في إحدى نسخ «أستوديو دوزيم»، اضطر الفنان الشاب حاتم عمور إلى الاشتغال في فضائي «كاف كونس» و«البنجاب» في الدارالبيضاء، لفترات متباعدة. وبعدما توج في مهرجان القاهرة للأغنية العربية في أواخر تسعينيات القرن الماضي، عانق الفنان محمد رضا عوالم «أخرى» باشتغاله في ملهى «دندنة» في مراكش، كما هو حال الفنان الشاب بدر، الذي تعرف عليه الجمهور المغربي في برنامج «أستودويو دوزيم» وأطلق أغاني في القناة الثانية، في الوقت الذي يعيش الفنان الموهوب عبده الشريف على مداخيل اشتغاله لعدة سنوات في ملاه ليلية. وسار الفنان الشاب عبد العالي بلحربة، الذي تألق واشتهر بعد مشاركته في مسابقة «العندليب من يكون»، الذي أنتجته مجموعة قنوات «إم بي سي»، قبل سنوات قليلة، إذ اضطر مغني برنامج «فاصلة» إلى الاشتغال في أحد الفضاءات الترفيهية في الدارالبيضاء، بعد «تهميشه» من طرف القنوات التلفزيونية المغربية، كما اضطر فنانون شباب إلى الاشتغال في الملاهي الليلية، من بينهم هناء الإدريسي، حاتم إدار وجوديا بلكبير، التي فازت بالنسخة الأولى لبرنامج «أستوديو دوزيم»، ويوسف الجريفي، الذي عُرِف لدى المغاربة بتقليده لعبد الحليم حافظ، كما سبق للفنانة الشابة حسناء زلاغ أن اشتغلت في ملهى ليلي يحمل اسم «نرجس» في مدينة مراكش، وهي المدينة التي غنى فيها الحاج مغيث مرات كثيرة، في ملهى Qليالي أوسكار»، كما غني الفنان هشام شريف، الذي أحيى رفقة الفنان اللبناني الشهير فضل شاكر سهرة فنية ناجحة في فضاء «نرجس»، دون نسيان الإشارة إلى اشتغال العشرات من خريجي «أستودويو دوزيم» في الملاهي الليلة، من بينهم عزيز بوحدادة، خريج النسخة الأولى من البرنامج سالف الذكر.. وحول اختيار هذه الفضاءات، قال فنان شاب سبق له أن تُوج في برنامج القناة الثانية: «يجب أن يفهم الكل أن لجوء الشباب إلى هذه الفضاءات لا يكون أمرا اختياريا أو شخصيا وإنما تمليه الرغبة في الاستمرارية في المجال وضمان متطلبات العيش البسيطة.. ففي نظرك، هل يقبل أي فنان، كيفما كانت درجته، أن يواجه السكارى وأناسا غير أسوياء أحيانا؟ لا بد من التأكيد على نقطة أساسية هي أن أغلب الفنانين ينتجون ألبوماته وأغانيهم من مداخيل ما يجنوه من الملاهي الليلة، في ظل انسداد الأفق وغياب الدعم الحقيقي للفنان الشاب، ما يعني أن العمل في هذه الفضاءات أمر مفروض للعيش والبقاء في المجال الفني، ويجب الإقرار بأن الاشتغال هنا يمثل «موتا بطيئا» للعديد من الفنانين الذين يجدون أنفسهم خارج المجال الفني بعد فوات الأوان»...