بدأ رضا العمراني رياضة كرة المضرب منذ نعومة أظافره، إذ سرعان ما خطف الأضواء، خاصة بعد إحرازه على عدة دوريات وطنية. وتمكن العمراني، سنة 2001، من انتزاع لقب البطولة الوطنية للصغار، سنة بعد ذلك بلغ نهاية بطولة إفريقيا بتونس، قبل أن يشارك في بطولة العالم للصغار حسب الفرق، ليبدأ المسار الاحترافي للشاب البالغ 22 عاما الآن، بالمشاركة في مجموعة من الدوريات الدولية للمحترفين، وخلال سنة 2009 ، وبفضل تألقه وتداريبه وإصراره على تحقيق الأفضل، تمكن من مراكمة انتصاراته، مكنته من احتلال المركز201 بالتصنيف العالمي. كانت ل "الواحة الرياضية"، جلسة مع رضا العمراني، شكلت مناسبة للحديث عن بدايته الاحترافية، وعن التنس المغربي، وعن طموحاته أيضا. كيف جاء ولوجك عالم الاحتراف؟ - كانت بدايتي بين نهاية 2004 وبداية 2005، إذ قررت الانقطاع نهائيا عن الدراسة لأتفرغ إلى التنس، لأنني لم أتمكن من الجمع بينهما في وقت واحد، ثم بدأت خوض تداريب احترافية بالمغرب، بعدها انتقلت إلى برشلونة بإسبانيا، فكانت المشاركة في مجموعة من المنافسات، شكلت الخطوة الأولى للمرور إلى عالم الاحتراف. كيف يمكنك تلخيص مسيرتك منذ 2006؟ - منذ بدايتي سنة 2006، سافرت كثيرا وشاركت في منافسات كبيرة، مثل دوري رولاند غاروس الفرنسي، ودوري أستراليا المفتوح ودوري أمريكا المفتوح، واجهت، خلال هذه المشاركات، لاعبين كبارا، واستفدت منهم كثيرا، وأضافوا لي الكثير أيضا، ما مكنني من الوصول إلى مستواي الاحترافي الحالي. هل تعتقد أن الشباب الحالي يمكنه إعادة الأيام الذهبية، التي عرفها التنس المغربي في عهد يونس العيناوي، وهشام أرازي، وكريم العلمي؟ - للأسف لا يمكن إرجاع الفترة الذهبية التي كان يعيشها التنس المغربي في عهد الثلاثي العيناوي، أرازي، العلمي، لأنها كانت استثنائية، ولا أظن أنها يمكن أن تعود، إذ كنا نتوفر على ثلاثة لاعبين في ترتيب الخمسين لاعبا ضمن الأوائل في التصنيف العالمي، وهو ما لم نكن نجده في أي بلد آخر. والناس يميلون دائما إلى المقارنة بين المغرب وبلدان كبرى، مثل إسبانيا، وفرنسا، وأمريكا، ففي المغرب لا نتوفر إلا على عشرة لاعبين محترفين، والشباب الذي يتدرب من أجل أن يصبح محترفا في ما بعد، يتراوح عدده بين 15 أو 20 إلى أقصى حد، وإذا تمكن واحد فقط من التقدم في التصنيف العالمي، يعتبر ذلك إنجازا عظيما، أما في الدول الأخرى الكبرى كإسبانيا أو فرنسا مثلا، هناك الملايين من اللاعبين الذين يتدربون يوميا وبشكل متواصل، ليتمكن فقط أربعة أو خمسة منهم من الوصول إلى ترتيب المائة الأوائل عالميا. في نظرك، ما الذي ينقص التنس المغربي ليعود إلى سابق عهده؟ - ينقص الوقت الكافي من أجل أن يكون هناك لاعبون محترفون، لأن الجميع يريد النتائج الإيجابية وبسرعة، لأنه عندما نبدأ أي شيء من الصفر يجب أن ننتظر قليلا، لأنه من أجل التوفر على لاعبين محترفين في التنس سيتطلب الأمر الكثير من التضحيات، والكثير من المصاريف، وتداريب مكثفة، والكثير من الوقت أيضا، كما ذكرت سابقا، ولا يفهم الجميع هذه الأمور، إذ بعد تقاعد اللاعبين الكبار، الكل أراد نتائج وكذا تصنيفا عالميا جيدا في أسرع وقت ممكن، الشيء الذي لا يمكن أن نقوم به بين عشية وضحاها، لأنه لم يكن هناك لاعبون جاهزون لخلافة السلف. ما هي طموحاتك؟ - أريد أن أكون ضمن خمسة لاعبين الأحسن عالميا، وأساهم في أن يكون المنتخب المغربي حاضرا وبقوة في مجموع المنافسات الدولية والوطنية، وأن أحتل المراكز الأولى في كأس ديفس، وأن أصعد في التصنيف العالمي تدريجيا. هل تعتمد على التمويل الذاتي أم أنك تتوفر على مستشهر؟ - اعتمدت على التمويل الذاتي منذ البداية، كان والدي يتكلف بمصاريفي وتكاليف أسفاري، وبعد أن بدأت بكسب المال، قلت لوالدي إنه بإمكاني التكلف بكل ما يلزمني، ولم أتلق أي درهم من أي أحد ولا أي جهة، باستثناء هذه السنة التي تلقيت فيها رعاية الوزارة والشركة المغربية للألعاب، حيث وقعت على عقد منذ أسبوعين، إذ كان ذلك بعد أن وصلت إلى المركز 201 في التصنيف العالمي. لكن، قبل أن أصل إلى هذا التصنيف، لم أتلق أي مساعدة كيفما كانت، فقد كان المساعدة الوحيدة التي كنت أتلقاها، هي من والداي فقط. في البداية كان لديك مدرب مغربي، والآن لديك مدرب إيطالي، لماذا هذا التغيير؟ - لدينا في المغرب مجموعة من المدربين الجيدين للشباب وتقنيين، ليلقنوا أبجديات التنس ليكونوا لاعبين ذوي أساس جيد ومتين باللعبة، لكننا لا نتوفر أبدا على مدربين محترفين يعرفون المنافسات المحترفة، لهذا السبب فقط اخترت المدرب الإيطالي ألبرتو كاستيلاني، لأنه مدرب محترف ومعروف عالميا، ويعرف جيدا المنافسات الدولية والمحترفة، بالإضافة إلى أنه كان مدربا لهشام أرازي، ومجموعة من اللاعبين الكبار، لقد كان بالفعل سندا كبيرا، بالنظر إلى المساعدات الكثيرة التي قدمها لي. الآن دخل مجموعة من لاعبي التنس المغربية السابقين ميدان التدريب، مثل المهدي الطاهري، منير العرج، فهم مدربون محترفون يعرفون جيدا المنافسات الدولية بحكم أنهم عاشوها. ما هي الدوريات التي تريد المشاركة فيها؟ - شاركت في جميع المنافسات الدولية والوطنية لحد الآن، وما أريده حاليا هو أن أحتل مراكز مهمة في المنافسات الدولية، والفوز ببعض الألقاب. ما هي أبرز المنافسات التي شاركت فيها ؟ - دورة جائزة الحسن الثاني الكبرى للتنس بالدارالبيضاء، بحيث تعد من أفضل الدوريات التي لعبت فيها، إذ تمكنت خلاله من الوصول إلى ربع النهاية، بعد أن انهزمت في المباراة الأخيرة أمام واورينكا سانيسلاس، وكان الأسبوعان، اللذان قضيتهما في هذه الدورة، من أفضل ما عشته في مساري الرياضي.