تعد أمراض المفاصل من أكثر الأمراض شيوعا في العالم، أبرزها داء خشونة المفاصل، التي يصنفها الاختصاصيون أنها السبب الرئيسي في آلام المفاصل تصيب، عادة، كبار السن. وينتج المرض عن استهلاك غضروف المفاصل، مهما كان مكانها في جسم الإنسان. ومن أكثر الأجزاء إصابة بخشونة المفاصل، الفقرات ومفاصل اليد والركبة، وأيضا، مفصل الحوض والقدمين والكتف والكوع. وتعد خشونة المفاصل والتهاب فقرات العمود الفقري رابع أكبر وأهم مسبب للإعاقة عند النساء, وثامن وأهم مسبب للإعاقة في الرجال على مستوى العالم، حسب تقارير لمنظمة الصحة العالمية. وأثبتت الدراسات العلمية، أيضا، أن انتشار مرض خشونة المفاصل مرتفع في صفوف الرجال بصورة تتجاوز النساء، حتى سن الخمسين، إلا أنه عند انقطاع الطمث لدى النساء، يبدأ الهرمون الأنثوي في التوقف مما يؤدى إلى التهاب المفاصل أو بروزها. ويعرف مرض خشونة المفاصل، وسط الأطباء، بالتسمية العلمية "الاعتلال المفصلي" أو arthrose باللغة الفرنسية، وهو نوع من أنواع التهابات المفاصل arthride، عادة إلى إعاقة تامة، لكنه غالبا ما يكون مصحوبا بانخفاض كبير في نمط الأنشطة الحياتية الطبيعية، بسبب وجود آلام أو بسبب قلة الحركة . وينصح المصابون بآلام المفاصل استشارة الطبيب الاختصاصي في أقرب وقت ممكن، لتشخيص المرض والشروع في أخذ الدواء المناسب، تبعا إلى أن العلاجات تختلف من حالة إلى أخرى، حسب تأكيدات الاختصاصين في عدد من الكتابات الطبية. وما تزال أسباب خشونة المفاصل مجهولة، حسب التقارير الطبية، إلا أن الاحتمال الأغلب يتجه إلى تلف المفاصل، سواء كانت أسبابه وراثية، أو تراكمية أو بيئية. وفي مقابل ذلك، يجري الحديث عن أن من بين العوامل المؤدية إلى تفاقم المرض، العامل الوراثي، والوزن الزائد، الذي يمثل حملا على المفاصل، إلى جانب تقدم العمر الذي يصاحبه تلف المفاصل، وتعرض المفصل للصدمات السابقة. كما أن التعرض لبعض الأمراض العظمية أو المفصلية، سواء نتيجة التعرض لالتهابات، أو لكسور، أو لكدمات، أو للتشوه في وضع المفاصل، مثل التواء العمود الفقري، وتشوه في عظام الساق. كما أن سوء التغذية والجفاف، وارتداء الأحذية ذات الكعب المرتفعة، تساهم في التعرض لخشونة المفاصل، إلى جانب عوامل أخرى، تتمثل في ارتفاع معدل الزنك في الدم، وزيادة في إفراز هرمون مضاد للغدة الدرقية في الدم، والإصابة بداء السكري، وارتفاع معدل الحديد في الدم، وأيضا نقص الكالسيوم. وللتعرف أكثر على هذا المرض، تجب المعرفة بأن مستوى سطح العظام المفصلية، يغطيه غشاء طبيعي يسمى بالغضروف، وهذه الطبقة ذات طبيعة ملساء مخصصة لامتصاص الصدمات التي تنتج بسبب الحركات العنيفة. وفي حالة الإصابة بالمرض، تبدأ هذه الطبقة الغضروفية في التشقق والتفتت، ومن ثمة تحاول الخلايا الغضروفية إنتاج المزيد من المادة الغضروفية لتعويض ما جرى فقده. لكن في معظم الحالات، تذهب هذه المحاولات سدى وتستمر المادة الغضروفية في التآكل، ولا تؤدي إلا لتكوين نمو زائد في العظام، فتؤدي بالتالي إلى حدوث تشوه بالمفصل، وهو ما يسمى "بالزائدة العظمية" أو "منقار الببغاء". ويتحدث الاختصاصيون عن أن المفاصل الأكثر تعرضا للإصابة بالخشونة، هى تلك التي تحمل وزن الجسم، مثل الساقين، والركب، والقدم والعمود الفقري. ومن أهم الأعراض التي تشير إلى وجود ألم في أحد أو بعض المفاصل، الإحساس بألم أو بخشونة أو وجود ورم على مدى أكثر من أسبوعين. وهي آلام لا تأتي من الغضروف ذاته، لكن من الأغشية المحيطة به، تقل مع الراحة وتزداد مع الحركة، وقد تكون مزمنة مع تقدم العمر، وأحيانا تعيق النوم. وللحد من تطور المرض، توجد عدة وسائل، على رأسها أن يظل المريض محتفظا بنشاطه لكي تجري المحافظة على العضلات والأوتار. كما ينصح الأطباء بالمدوامة على الحركة، لأنه تمارس خلالها عمليات المد الخفيفة والمتدرجة، ما يسمح بالحفاظ على نعومة المفاصل بشكل أكبر. ويدعو الأطباء المصابين بالتقليل من الوزن، لأن المفاصل تعتبر شديدة الحساسية بالنسبة إلى التغيرات التي تطرأ على الوزن، كما أن إجراء تدليك للمفاصل باستخدام زيوت أساسية مضادة للالتهابات، تؤدي لارتخاء العضلات والأربطة المحيطة بالمناطق المصابة. ويعتبر الاختصاصيون في المجال، ممارسة السباحة، وسيلة رائعة لتخفيف الآلام المفصلية، لأنها تؤدى إلى نعومة المفاصل، إلا أن ذلك لا يلغي أهمية الركون إلى الراحة ووقف الجهد الممارس على المفصل، عند الشعور بالآلام، لأن ذلك يؤدي إلى تفاقم الألم.