أكد أحمد اخشيشن، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، نهاية الأسبوع الماضي، بفاس، أن سؤال الجودة يوجد في أجندة السنوات المقبلة، ويعكس نوعا من الانتظارات القوية، التي نعيشها جميعا كآباء وأولياء التلاميذ. اخشيشن خلال ترؤسه أشغال المجلس الإداري لأكاديمية جهة فاس بولمان (خاص) وأشار أثناء تعقيبه على مداخلات أعضاء المجلس الإداري لأكاديمية جهة فاس بولمان، بحضور والي الجهة عامل عمالة فاس، والمنتخبين، إلى أن الطرح الذي كان هو كيف نطرح بشكل جدي سؤال جودة التعلمات في ظل فضاءات مدرسية لم يجر صيانتها منذ العشرات من السنين، ولا تتوفر على الشروط الموضوعية لممارسة التعلمات، مشددا على أن القناعة كانت في إيجاد شروط مقبولة لاحتضان فعل تعلمي قد يباشر جودة التعلمات. واعتبر الوزير أن التدبير الحديث لمشروع بالغ التعقيد مثل المدرسة، يستلزم فعليا فك الارتباط على مستوى التدبير والاختيارات مابين الأجهزة الوطنية والأكاديمية كمؤسسة عمومية قائمة الذات، والدخول في نهج تعاقدي مباشر بين الدولة والأكاديميات على غرار تعاقد الجامعات مع الدولة. وأضاف أن اختيار الوزارة لنهج اللامركزية واللاتمركز اختيار لا رجعة فيه، لأنه لا يمكن تصور مدرسة مغربية حديثة إذا لم تكن أمورها تدبر داخل فضاءات المجالس الإدارية للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، متمنيا أن نستلهم التجربة الجهوية الموسعة، التي نحن مقبلون عليها. من جانبه، ركز والي الجهة، في كلمة له بالمناسبة، على الشراكات التي جرى إنجازها على مستوى الجهة، والتي مكنت من إعطاء دينامية قوية لبرامج تأهيل المؤسسات التعليمية، وبرامج الدعم الاجتماعي، التي كان لها الأثر الإيجابي في تحسين مؤشرات التمدرس، مستعرضا إمكانيات التنسيق مع الأكاديمية والنيابات في مجال البناءات والنقل المدرسي على الخصوص. وأبرز محمد ولد دادة، مديرالأكاديمية، في عرضه، المجهودات المبذولة على مستوى تطور الطلب على التعليم، وتوسيع العرض التربوي والدعم الاجتماعي والموارد البشرية والتجديد التربوي. وأكد بهذا الخصوص تراجع نسب الهدر المدرسي والتكرار بالقياس إلى السنة الماضية والنسب الوطنية، وكذا الارتفاع المسجل في أعداد الجماعات والأسر والتلاميذ المستفيدين من برنامج " تيسير" للتحويلات المالية المشروطة، إذ من المرتقب أن يستفيد هذه السنة أكثر من 45 ألف تلميذ وتلميذة، مقابل 29 ألفا في السنة الماضية. ويتضمن برنامج الأكاديمية لهذه السنة بناء 25 ملعبا رياضيا، انسجاما مع إجراء تعميم التربية البدنية والرياضة بالمدارس الابتدائية، كما سيجري خلق 150 ناديا علميا في إطار تشجيع الأنشطة العلمية وإحداث المركز الجهوي للتكنولوجيات الحديثة. وتميزت أشغال الدورة العاشرة للمجلس الإداري بالتوقيع على مذكرة تفاهم بين الأكاديمية ومؤسسة الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب لمنطقة المغرب العربي، تهدف إلى تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه سابقا في المذكرة الإطار، من خلال تقديم الاختبارات والشهادات الدولية لفائدة الفاعلين التربويين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إذ من المنتظر أن يستفيد من هذه الاختبارات في الفترة 2011-2013 أكثر من 12 ألف مدرس و510 مدير مؤسسة تعليمية و138 مفتشا تربويا.