أكد السيد أحمد اخشيشن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، أول أمس الجمعة بفاس، أن سؤال الجودة يوجد في أجندة السنوات المقبلة "ويعكس نوعا من الانتظارات القوية التي نعيشها جميعا كآباء وأولياء التلاميذ". وذكر بلاغ لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، أن السيد اخشيشن اعتبر أثناء تعقيبه على مداخلات أعضاء المجلس الإداري لأكاديمية فاس-بولمان، بحضور والي الجهة عامل عمالة فاس والمنتخبين، أن التدبير الحديث لمشروع بالغ التعقيد مثل المدرسة يستلزم فعليا فك الارتباط على مستوى التدبير والاختيارات ما بين الأجهزة الوطنية والأكاديمية كمؤسسة عمومية قائمة الذات والدخول في نهج تعاقدي مباشر بين الدولة والأكاديميات على غرار تعاقد الجامعات مع الدولة. وأضاف أن اختيار الوزارة لنهج اللامركزية واللاتمركز اختيار لا رجعة فيه لأنه لايمكن تصور مدرسة مغربية حديثة إذا لم تكن أمورها تدبر داخل فضاءات المجالس الإدارية للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، معبرا عن أمله في أن "نستلهم التجربة الجهوية الموسعة التي نحن مقبلين عليها". ومن جانبه، ركز والي جهة فاس بولمان السيد محمد غرابي في كلمة بالمناسبة على الشراكات التي تم إنجازها على مستوى الجهة والتي مكنت من إعطاء دينامية قوية لبرامج تأهيل المؤسسات التعليمية وبرامج الدعم الاجتماعي التي كان لها الأثر الإيجابي في تحسين مؤشرات التمدرس، مستعرضا إمكانيات التنسيق مع الأكاديمية والنيابات في مجال البناءات والنقل المدرسي على الخصوص. أما مدير أكاديمية فاس-بولمان السيد محمد ولد دادة ، فأبرز في عرض بالمناسبة المجهودات المبذولة على مستوى تطور الطلب على التعليم وتوسيع العرض التربوي والدعم الاجتماعي والموارد البشرية والتجديد التربوي. وأكد، بهذا الخصوص، تراجع نسب الهدر المدرسي والتكرار بالقياس إلى السنة الماضية والنسب الوطنية، وكذا الارتفاع المسجل في أعداد الجماعات والأسر والتلاميذ المستفيدين من برنامج "تيسير" للتحويلات المالية المشروطة، إذ من المرتقب أن يستفيد هذه السنة أكثر من 45 ألف تلميذ وتلميذة مقابل 29 ألف في السنة الماضية. وأشار إلى أن برنامج الأكاديمية لهذه السنة يتضمن بناء 25 ملعبا رياضيا انسجاما مع إجراء تعميم التربية البدنية والرياضية بالمدارس الابتدائية، كما سيتم خلق 150 ناديا علميا في إطار تشجيع الأنشطة العلمية وإحداث المركز الجهوي للتكنولويات الحديثة. وتميزت أشغال الدورة العاشرة للمجلس الإداري للأكاديمية بالتوقيع على مذكرة تفاهم بين الأكاديمية ومؤسسة الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب لمنطقة المغرب العربي تهدف إلى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقا في المذكرة الإطار، من خلال تقديم الاختبارات والشواهد الدولية لفائدة الفاعلين التربويين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إذ من المنتظر أن يستفيد من هذه الاختبارات في الفترة ما بين 2011 و2013 أكثر من 12 ألف مدرس و510 مديري مؤسسة تعليمية و138 مفتشا تربويا.