بعد تتويج الشاعر المغربي، أحمو محمد الأحمدي، بجائزة البردة الثانية فئة الشعر الفصيح، في دورتها السابعة، تمكن الشاعر المغربي، محمد عريج، من الفوز، أخيرا، بجائزة البردة الأولى فئة الشعر الفصيح في موضوع مدح الرسول الكريم وسيرته العطرة، في دورتها الثامنة، التي عرفت مشاركة 170 شاعرا من مختلف الدول العربية والإسلامية. وذهبت الجائزة الثانية إلى حسن مبارك محمد الربيح، من السعودية، والثالثة إلى نزار نجم ناصر الجبوري، من العراق، فيما فاز بالجائزة الرابعة جاسم محمد الصحيح من السعودية. وأوضح بلاغ لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دبي، التي تشرف على الجائزة، أن "الدورة الثامنة تميزت على سابقاتها بالمشاركة النوعية في كافة فروع المسابقة، إذ ارتفع مستوى الجودة في الأعمال المشاركة، التي وردت من عدد كبير من الدول العربية والإسلامية". وأوضح البلاغ ذاته، الذي توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن "إجمالي المشاركات في الجائزة وصل إلى 336 عملا، بحيث شارك في فرع الشعر الفصيح والنبطي 170 شاعرا وفي الخط العربي بالأسلوب التقليدي في الفرعين النسخ والنستعليق وصل عدد الأعمال المقدمة للمسابقة، التي استوفت الشروط، إلى 41، وفي هذا الفرع حرص المشاركون على التقدم بأعمالهم من خلال 14 ورقة بخلاف الأعوام السابقة، التي كان المتسابق فيها ملزما بالمشاركة بورقة واحدة، فيما وصل عدد المشاركين في فرع الخط العربي بالأسلوب الحديث إلى 97 مشاركا وفي الزخرفة تقدم 28 مشاركا". من جهته عبر الشاعر المغربي محمد عريج، الذي سبق له أن تألق في برنامج "أمير الشعراء" بأبوظبي، عن عميق فرحته بهذه الجائزة، التي اعتبرها تتويجا لجميع الشعراء المغاربة، الذين يعانون أزمة إعلامية خانقة. وعن سر انجذابه للشعر العمودي التقليدي الفصيح، أكد عريج، المزداد سنة 1984 بالدارالبيضاء، أن للقصيدة العمودية فضاء شاسعا، يمكنه من التحليق كيفما شاء، قائلا "مخطئ من يظن أن قيود القصيدة العمودية قد تثقل على الشاعر في تحليقه ذاك، بل على العكس تماما، إنها تتحول بسرعة إلى جناحات تساعد الشاعر المتمكن من أدواته في تحليقه، وأظن أن الاشتغالات الآن على القصيدة العمودية اختلفت كثيرا وتطورت بشكل واضح، مما يدل على أن عمود الشعر ليس قاصرا ولا محدودا". وبخصوص، مشاركته في برنامج "أمير الشعراء"، في دورته السابقة، التي وصل فيها إلى مرحلة متقدمة جدا، قال الشاعر المغربي، الذي يعمل أستاذا للرياضيات، إن "أمير الشعراء" فتح له الباب كي يطل منه مباشرة على قلوب الناس ومن غير وسيط، ومنحه بطاقة تعريف جديدة، جمع فيها صورته مع مهنة شاعر، مشيرا إلى أنه إذا اقترن وجهه الآن عند الناس بالشعر، فالفضل يعود إلى هذا البرنامج، الذي تحول فيه الشعر إلى وجبة إعلامية يلتهمها البسطاء قبل النخبة. وأوضح عريج أن "أمير الشعراء" أبرز بالفعل بعضا من ملامح تجربته الشعرية، مؤكدا أنه تحول بفضل البرنامج من محمد عريج، أستاذ الرياضيات، إلى محمد عريج، الشاعر، وصار الشعر مقترنا باسمه، الذي أصبح محط اهتمام الأوساط الأدبية والثقافية، التي باتت تدعوه إلى ملتقياتها ومهرجاناتها، ما جعله في تواصل دائم مع جمهور محبي الشعر. وتتميز جائزة "البردة" عن مثيلاتها بسهولة شروط المشاركة والبعد عن التعقيد والروتين، مما ساهم في زيادة عدد المشاركات وانتشارها على مستوى العالم، بالإضافة إلى تنوع فئات الجائزة، التي تشمل المسابقة الشعرية المفتوحة للشعراء من داخل الدولة وخارجها، في الشعر النبطي، وشعر الفصحى، في موضوع مدح الرسول الكريم وسيرته العطرة، بالإضافة إلى مسابقة الخط العربي بفرعيها، الكلاسيكي والحديث، ومسابقة الزخرفة الكلاسيكية على مستوى العالم. وبالنسبة لباقي النتائج، فاز بالجائزة الأولى في خط النسخ، مقديد بابير، من بريطانيا، فيما عادت الجائزة الأولى في خط النستعليق لكيوان يداللهي، من إيران، كما عادت الجائزة الأولى في الزخرفة للإيرانية ليلا عباسي، والجائزة الأولى في الأسلوب الحديث لعلاء من العراق، فيما حجبت الجائزة الأولى للشعر النبطي. وسيجري تكريم جميع الفائزين يوم 15 فبراير المقبل، الموافق لذكرى المولد النبوي، في حفل كبير يقام في مسجد الشيخ زايد الكبير بأبوظبي، كما سيجري عرض الأعمال الفائزة خلال فعاليات الاحتفال، لتنقل بعد ذلك إلى المركز الثقافي بأبوظبي. وكانت الوزارة بدأت تنظيم هذه المسابقة عام 2004 احتفالا بذكرى مولد الرسول الكريم في كل سنة، من خلال جائزة رائدة ومتميزة عالميا، تهدف إلى إبراز شخصية الرسول الكريم وسيرته العطرة في يوم المولد النبوي الشريف، وتساهم في تحفيز الأجيال الناشئة على الالتزام بدينها وإدراك واجباتها تجاه عقيدتها ورسالتها الإسلامية، وإيجاد روح التنافس بين المشاركين، وتشجيع روح المبادرة والابتكار، بجانب تكريم الشخصيات والجهات، التي قامت بخدمة الإسلام في العالم بشكل متميز، والأفراد، الذين يقدمون إنجازات وإبداعات على مستوى العالم.