قالت مصادر مطلعة إن اللقاح المضاد لفيروس التهاب الكبد الفيروسي نوع "B"، نفد من معهد باستور، مع مطلع السنة الجارية، بسبب انتظار استكمال إجراءات تزويد المختبر الصيدلي المتعاقد معه، لتزويد المعهد بالكميات الكافية من اللقاحات. وذكرت مصادر "المغربية" أن نفاد مخزون اللقاح من شأنه الإضرار بالمواطنين، الذين يتابعون برنامج التلقيح ضد الداء، والذين لم يستفيدوا من برنامج التلقيح الوطني، باعتبار اللقاح الوسيلة الوقائية الوحيدة ضد الفيروس القاتل. وتحدثت المصادر عن ضرورة اتخاذ مختلف التدابير المالية والإدارية لتجنب حدوث نفاد مخزون اللقاح، وكذا باقي اللقاحات، على مدار أيام السنة. وذكرت المصادر أن عددا من المواطنين يحملون بطاقة التلقيح ضد الداء من معهد باستور، وجدوا أنفسهم مضطرين، الأسبوع الماضي، للعودة أدراجهم، مع غياب أي بيان إخباري حول الموضوع في مصلحة التلقيحات، بشأن حلول بديلة للراغبين في التلقيح. ويقدر عدد المصابين بالتهابات الكبد الفيروسية، نوع "B" في المغرب، بحوالي 600 ألف مصاب، مقابل إصابة 300 ألف شخص بالمرض من نوع "C"، جلهم يعانون صعوبات كبيرة في تلقي العلاج، بسبب تكلفته الباهظة، وعدم توفرهم على تغطية صحية. ويعد التهاب الكبد "B" أكثر انتشارا من داء "السيدا"، لأن الفيروس المسبب له يظل نشطا خارج أعضاء الجسم مدة 7 أيام، ما يسهل انتقال العدوى به بين الأشخاص، بينما يختفي الفيروس المسؤول عن "السيدا"، ويموت سريعا، لمجرد تعرضه للهواء خارج الجسم. ويتوفر المغرب على لقاح مضاد لالتهاب الكبد الفيروسي نوع "B"، إلا أن التحسيس به ما زال ضعيفا لوجود شريحة واسعة من المواطنين لم يستفدوا منه، لعدم إدراجه، في السابق، ضمن لائحة تلقيحات القطاع العام. يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن اللقاح يضمن، مبدئيا، حماية تدوم مدى الحياة، أو 20 عاما على الأقل، وينبغي تطعيم جميع الأطفال والمراهقين دون سن 18 عاما، من الذين لم يتلقوا اللقاح في طفولتهم، كما ينبغي تطعيم جميع الأشخاص من الفئات المعرضة لمخاطر عالية، بما في ذلك الأشخاص من ذوي سلوكيات جنسية تنطوي على مخاطر عالية، ومعاشرو حاملي فيروس التهاب الكبد "B"، ومخالطوهم من أفراد أسرهم، والمتعاطون للمخدرات بواسطة الحقن. وينضاف إلى هؤلاء الأشخاص، المحتاجون للدم أو مشتقاته، والخاضعون لعمليات زرع الأعضاء الصلبة، والأشخاص الذين يواجهون مخاطر الإصابة بفيروس التهاب الكبد "B" بحكم مهنهم، بما في ذلك العاملون في قطاع الصحة، والمسافرون إلى بلدان ترتفع فيها معدلات الإصابة بفيروس التهاب الكبد B".