جرى، يوم الأربعاء المنصرم، بالرباط، التوقيع على اتفاقية شراكة بين الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج ووزارة الثقافة.. من حفل توقيع الاتفاقية (سوري) تهدف إلى تنظيم أنشطة ثقافية مغربية متنوعة بالخارج والداخل لخلق جسور التواصل مع مغاربة العالم عبر الفن والثقافة، وكذا التعريف بالتراث الحضاري والثقافي المغربي بمختلف مكوناته. كما تهدف الاتفاقية إلى التنظيم المشترك بين الوزارتين لمجموعة من الأنشطة والتظاهرات الثقافية بدول المهجر بغاية التعريف بالثقافة المغربية لدى مواطنينا بالخارج، وكذا عقد ندوات ولقاءات فكرية للتعريف بإبداعات مغاربة العالم في مختلف المجالات الثقافية، واستضافة وعرض إبداعاتهم داخل وخارج الوطن. وبموجب تفعيل البرنامج التنفيذي لهذه الاتفاقية، سيجري العمل على تخصيص رفوف وأجنحة خاصة بالثقافة والحضارة المغربيتين، في بعض المكتبات ومراكز الأبحاث المهتمة بالثقافات الأخرى، على شكل معارض دائمة ومفتوحة للعالم، بالدول التي توجد بها جالية مغربية مهمة، كما سيجري بتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون تخصيص مكتبات صغرى خاصة بالكتاب المغربي داخل فضاءات السفارات، والقنصليات المغربية بالخارج. وقال محمد عامر، الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، في كلمة بالمناسبة، إن المسألة الثقافية بالنسبة للجالية المغربية تحتل الصدارة في البرنامج الحكومي، وأن العمل الثقافي وسياسة بلادنا تجاه الأجيال الحالية للجالية المغربية له هدف مزدوج يتمثل في مواكبة الاندماج لهذه الأخيرة ببلدان الاستقبال وتعميق روابطها مع الوطن. وأشار في هذا السياق إلى أنه جرى إحداث مراكز ثقافية بعدد من بلدان الاستقبال ستكون مفتوحة في وجه المغاربة، ولغير المغاربة، بهذه البلدان، مبرزا أن هناك 3 مراكز أخرى في طور الإنجاز، ببروكسيل وبرشلونة وباريس، ومركزا رابعا بموريال الأشغال متقدمة فيه، فضلا عن مراكز أخرى أحدثت في دول المغرب العربي، واحد بتونس وآخر بليبيا. وأكد عامر أن اللجنة المحدثة ستقوم بتتبع البرنامج التنفيذي لاتفاقية الشراكة من أجل تحديد المبادرات التي ستجري على أرض الواقع سنة 2011. وذكر بأنه كان لمغاربة العالم دور بارز في بناء مغرب اليوم، من خلال تحويلاتهم ومبادراتهم في المجال التنموي والاجتماعي وغيره، كما ساهموا في الدفاع عن المصالح الحيوية للمغرب وفي مواجهة أعداء الوطن والوحدة الترابية. من جهته تحدث سالم حميش، وزير الثقافة، عن دور الجالية المغربية المقيمة بالخارج في تنمية المغرب. وأضاف "إننا سنعمل بتعاون مع الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج من أجل إظهار الصورة الحقيقية للمغرب من خلال عقد لقاءات مع المهاجرين المغاربة مستقبلا"، وسنعمل على خلق شروط جاذبية المغرب، لأنه، يضيف حميش، هناك شباب يعودون إلى وطنهم ويؤسسون مقاولات وينجزون مشاريع ناجحة تعود بالنفع عليهم، وعلى بلدهم المغرب، داعيا الجاليات المغربية إلى الاندماج في بلدان الاستقبال دون محو الهوية والانتماء المغربي.