تواصل "حرب الطرق" حصد المزيد من الأرواح، وتزايدت حدتها خلال شهر رمضان، إذ خلفت حوادث في مدن عدة، وقع جلها داخل المدار الحضري، خلال ثلاثة أسابيع من شهر رمضان، مصرع 61 شخصا، و2588 جريحا، بينهم مصابون بجروح بليغة، من خلال إحصائيات جمعتها "المغربية". ويعزى تزايد حوادث السير في شهر رمضان إلى الضغط الكبير، الذي تشهده الطرق في مختلف المدن المغربية، إضافة إلى "الترمضينة" والتهور في السياقة، والسرعة المفرطة. وتعتبر أكبر حصيلة من حيث الضحايا، تلك التي خلفتها حادثة سير، وقعت أول أمس الخميس، على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا من مدينة مراكش، أدت إلى مصرع سبعة أشخاص، وإصابة ثلاثة آخرين، وصفت جروحهم بالخطيرة. ووقعت الحادثة على الطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين مراكش والدارالبيضاء (بين ابن جرير وسيدي بوعثمان) عندما اصطدمت شاحنة بسيارتين خفيفتين. وفي وجدة، لقي شخص مصرعه، وأصيب أربعة آخرون بجروح خفيفة، في حادثتي سير، وقعتا مساء أول أمس الخميس، بوجدة ونواحيها. وفي حادثة أخرى، وقعت بالمدينة ذاتها، أصيب خمسة أشخاص بجروح، إصابة أحدهم خطيرة، مساء الثلاثاء الماضي، على المحور الطرقي وجدة- أحفير. وذكرت مصالح الوقاية المدنية أن الحادثة، الناتجة عن اصطدام بين ثلاث سيارات خفيفة، وقعت على بعد نحو 15 كيلومترا عن مدينة وجدة. كما شهدت وجدة، الثلاثاء الماضي، مصرع ثلاثة أشخاص، وإصابة آخر بجروح خفيفة في حادثة سير، وقعت قبيل موعد الإفطار، عندما صدمت سيارة، كان يقودها سائقها بسرعة فائقة، ثلاثة راجلين وشخصا آخر كان على متن دراجة نارية. ولقي الأشخاص الثلاثة، بينهم امرأة، حتفهم على الفور. وفي الناظور، لقي شخصان حتفهما، وأصيب أربعة بجروح بليغة، في حادثة سير، مساء الاثنين الماضي، على الطريق الرابطة بين الناظور والحسيمة. ونجمت هذه الحادثة عن اصطدام سيارة خفيفة، كانت تقل أربعة أشخاص، بقوة، بدراجة رباعية، على متنها مواطنتان فرنسيان، لقيت إحداهما حتفها على الفور. وفي اليوم ذاته، قتل شخص، وأصيب سبعة بجروح في حادثة سير، صباح الاثنين الماضي، قرب مدينة خنيفرة. وأوضح مصدر طبي أن سيارة خفيفة انقلبت بمنطقة أيت نوح، على بعد حوالي 10 كلم من مدينة خنيفرة على الطريق المؤدية إلى الموقع التاريخي لأجدير. وشهد الأسبوع الممتد من 16 إلى 22 غشت الماضي، مصرع 22 شخصا، وإصابة 1129 آخرين بجروح،45 منهم إصاباتهم بليغة، في 868 حادثة سير بدنية وقعت داخل المناطق الحضرية. أما الأسبوع الممتد من 9 إلى 15 غشت الماضي، فشهد مصرع 25 شخصا مصرعهم، وأصيب 1428 آخرون بجروح، 70 منهم إصاباتهم بليغة، في 1050 حادثة سير بدنية وقعت داخل المناطق الحضرية. وتعزو الإدارة العامة للأمن الوطني الأسباب الرئيسية لوقوع هذه الحوادث إلى "عدم التحكم في القيادة، وعدم انتباه الراجلين، والسرعة المفرطة، وعدم احترام أسبقية اليمين، وعدم انتباه السائقين، وتغيير الاتجاه دون إشارة، وعدم الوقوف الإجباري عند علامة قف، وتغيير الاتجاه غير المسموح به، والسير في يسار الطريق، والتجاوز المعيب، وعدم الوقوف الإجباري عند إشارة الضوء الأحمر، والسير في الاتجاه الممنوع".