تتزايد في شهر رمضان حوادث السير، بسبب الضغط الكبير الذي تشهده الطرق في مختلف المدن المغربية، إضافة إلى "الترمضينة" والتهور، ما يتسبب في هلاك عدد من المواطنين، وسقوط آخرين جرحى ومصابين بجروح متفاوتة الخطورة. وتشهد حركة السير عادة في الصباح، أو قبل موعد الإفطار ضغطا كبيرا، إذ يتحرك جميع الموظفين والعمال في توقيت متقارب، قاصدين أو مغادرين مقرات أعمالهم، ما ينتج عنه ازدحام في الطرق لرغبة الجميع في الوصول باكرا إلى وجهاتهم. وغالبا ما تؤدي السرعة التي يقود بها بعض السائقين، وتهور البعض في السياقة، وعناد البعض الآخر، وتعصبهم تحت ذريعة "الترمضينة"، إلى ما لا تحمد عقباه. وبغض النظر عن الحوادث التي تسجل فيها خسائر في الأرواح، فهناك حوادث أخرى تعد خفيفة لا تدرج ضمن الإحصائيات الرسمية، إذ يتسامح فيها السائقون في ما بينهم، وغالبا ما تكون مخلفاتها بسيطة، ترتبط بأضرار طفيفة تلحق العربات، لذا يرى السائقون أنه لا حاجة لتسجيل "الكوسطة"، ويسوون الأمر في ما بينهم وديا، وهي حوادث تكثر بدورها في هذا الشهر الفضيل بسبب الضغط الكبير، والازدحام الذي تشهده حركة السير. وحسب الإدارة العامة للأمن الوطني، فإن الأسبوع الممتد من 9 إلى 15 غشت الجاري، شهد مصرع 25 شخصا، وإصابة 1428 آخرين بجروح، 70 منهم إصابتهم بليغة، في 1050 حادثة سير بدنية، وقعت داخل المناطق الحضرية. وتعزو الإدارة العامة للأمن الوطني الأسباب الرئيسية لوقوع هذه الحوادث إلى "عدم التحكم في القيادة، وعدم انتباه الراجلين، والسرعة المفرطة، وعدم احترام أسبقية اليمين، وعدم انتباه السائقين، وتغيير الاتجاه دون إشارة، وعدم الوقوف الإجباري عند علامة قف، وتغيير الاتجاه غير المسموح به، والسير في يسار الطريق، والتجاوز المعيب، وعدم الوقوف الإجباري عند إشارة الضوء الأحمر، والسير في الاتجاه الممنوع". يذكر أن الإحصائيات المسجلة تشير إلى أن الحصيلة المؤقتة لحوادث السير الجسمانية المسجلة، خلال الثلاثة أشهر الأولى من سنة 2010، مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2009، ارتفعت بنسبة 1.18 في المائة في عدد الحوادث الجسمانية، وانخفضت بنسبة 3.89 في المائة في عدد القتلى. وأوضحت نشرة التواصل "أولويات"، التي تصدرها اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، أن الحصيلة المؤقتة أشارت أيضا إلى تسجيل انخفاض بنسبة 11.27 في المائة في عدد المصابين بجروح بليغة، في حين شهدت ارتفاعا بنسبة 3.99 في المائة في عدد المصابين بجروح خفيفة.