توافد على قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي ابن رشد، في الدارالبيضاء، منذ حلول رمضان إلى غاية يوم الثلاثاء المنصرم، حوالي 3800 مريض وجريح ومصاب; بزيارة ما بين 150 و200 مواطن يوميا، 15 في المائة منهم كانوا في حالة خطرة، استدعى وضعهم الصحي إحالتهم على مصلحة الإنعاش لتلقي مزيد من العناية الطبية المركزة.ويتميز العمل في قسم المستعجلات بمستشفى ابن رشد، خلال شهر رمضان الجاري، حسب ما أفاد به محمد موهاوي، أستاذ بكلية الطب، ومسؤول بالقسم المذكور، "المغربية"، بارتفاع الطلبات على خدمة الأطباء والأطر شبه الطبية، خلال الفترة التي تسبق موعد الإفطار بدقائق قليلة، وبعده بمرور حوالي ساعتين. وأوضح موهاوي أن المصابين بحوادث السير يتصدرون قائمة المحالين على أقسام المستعجلات، خلال الدقائق القليلة قبيل الإفطار، إذ بلغ عددهم ما يقارب 200 إصابة، منذ بداية شهر الصيام، بمعدل يومي يتراوح ما بين 5 و10 حالات، عدد منهم تستدعي حالتهم خضوعهم للعناية المركزة، وتعزى إصابتهم إلى السياقة بسرعة مفرطة، وعدم التسامح في استعمال الطريق، والتهور والجنوح إلى المخاطرة بحياة الشخص وحياة غيرهم للوصول إلى منازلهم قبل سماع أذان المغرب. ويأتي في المرتبة الثانية المصابون بجروح أو إصابات نتيجة تبادل العنف بواسطة أدوات حادة، بسبب نشوب شجار ومشادات كلامية، تتطور إلى استعمال السلاح الأبيض، وأغلب الحالات تكون مصابة بجروح على مستوى القفص الصدري والبطن. ويعرف قسم المستعجلات، في فترة الظهيرة والساعات التي تليها من كل يوم في رمضان، توافد حالات تشكو نوبات صحية، ناتجة عن مضاعفات صحية لأمراض مصابة بها، التي تزيد حدتها مع إصرار المصاب على الصيام رغم إمكانية استفادتهم من رخصة الإفطار. ومن هؤلاء المرضى بداء السكري، الذين تنتابهم أزمات القلب وأمراض الشرايين، والأشخاص المسنين، الذين يأتون في حالات غيبوبة أو شبه غيبوبة، ما يجعلهم في حاجة إلى قسم الإنعاش لتجاوز أزماتهم الصحية. ويتوافد على قسم المستعجلات، يوميا في فترة الظهيرة، 5 حالات لمرضى السكري، بينهم من يشكو ارتفاعا أو انخفاضا في نسبة السكر في الدم، ومثل العدد المذكور بالنسبة إلى المصابين بداء القلب والشرايين، أي ما مجموعه قرابة 200 حالة خلال رمضان، وجلهم يصلون في حالة صحية حرجة، بعضهم مغمى عليه، والبعض في حالة شبه غيبوبة. ويضاف إلى هذه الخانة أعداد الأشخاص الذين يفدون في حالة صحية صعبة، تدخلهم في حالة فقدان للوعي، ومنهم المزاولون لمهن تحتاج إلى مجهودات عضلية، مثل البنائين، الذين يتعرضون للسقوط من مستويات عالية، نتيجة فقدانهم للتحكم في توازنهم بسبب شعورهم بالعياء والإرهاق. وتأتي المشاكل الصحية المرتبطة بعسر الهضم بين المسببات الأولى لتوافد المصابين بها على أقسام المستعجلات بعد الإفطار، بسبب الأسلوب الغذائي غير السليم لأغلب الصائمين، وعدم حرصهم على تتبع حمية غذائية، ما يعرض صحتهم للهلاك، سيما الذين يعانون وجود غازات في الأمعاء، والذين يحظر عليهم تناول أغلب العناصر الغذائية المكونة للمائدة المغربية في رمضان، وضمنها الفطائر، وشربة الحريرة، والحلوى "الشباكية". ويأتي في الرتبة الثانية، للفترة المذكورة، الأشخاص المتعرضون للتسممات الغذائية، وجلهم من الذين يتناولون وجبة فطورهم خارج البيت، إذ يصل عددهم إلى حوالي 100 مصاب، بمعدل 3 حالات يوميا، جلهم يحتاجون إلى تدخل طبي لتجاوز أزمات جهازهم الهضمي. وابتداء من الساعة 11 ليلا، يفد على قسم مستعجلات ابن رشد، المصابون بجروح وإصابات، نتيجة تبادل عمليات العنف في الشارع العمومي، بسبب خلافات حول أمور تافهة، أو لعدم التسامح في استعمال الطريق، سيما في الطرقات والشوارع التي تشهد ازدحام السيارات. وبالموازاة مع الإقبال المتزايد على الخدمات الطبية والجراحية الاستعجالية في مدينة الدار البيضاء، فإن قسم مستعجلات ابن رشد، يعجز عن تغطية جميع طلبات سكان العاصمة الاقتصادية، لأن طاقته الاستيعابية لا تتعدى القدرة على تقديم الخدمة لما بين 500 ألف إلى حدود مليون شخص، لعدم توسعته ليواكب التطور السكاني الحاصل في الدار البيضاء، التي يزيد عدد سكانها عن 4 ملايين نسمة. ويقدم المركز خدماته ل 6 آلاف شخص شهريا. ويشكو الأطباء والممرضون في قسم مستعجلات ابن رشد ضعف عدد الأسرة، بسبب ضعف الطاقة الاستيعابية للقسم، وتراجع عدد الممرضين فيه، مقابل توفره على الأطر الطبية الكافية والآلات الطبية حديثة التقنية. ويرى الأطباء المخرج لذلك من خلال توسعة فضاء قسم المستعجلات، وتعزيز بنيته الاستقبالية، إلى جانب نشر التوعية بين المواطنين بالحالات التي لا تستوجب اللجوء إلى قسم مستعجلات ابن رشد، وذلك للمساهمة في ترك مكان شاغر لمصابين توجد حياتهم في حالة خطر، مع حثهم على اتباع شروط السلامة والوقاية من عدد من الأمراض، تجنبا للإصابة بمضاعفاتها.