سجلت حرب الطرق، نهاية الأسبوع الماضي، حصيلة اعتبرت مأساوية، في ظرف يومين، إذ وقعت 4 حوادث سير بشكل متتالي، يومي الجمعة والسبت الماضيين، في كل من ابن أحمد وخريبكة وصفرو وتاوريرت، راح ضحيتها 10 قتلى، وأصيب فيها 20 شخصا بجروح متفاوتة. وتزداد المخاوف من ارتفاع عدد حوادث السير، خلال الأسبوع الجاري، ارتباطا بكثرة التنقلات من أجل شراء أضحية العيد، أو نقل أغنام لبيعها داخل المدن، إضافة إلى تزايد أعداد المسافرين في كل الاتجاهات، خلال هذه الفترة، بغرض الاحتفال بالعيد وسط الأهل والأحباب. وينصح عدد من مهنيي النقل مستعملي الطريق برفع درجة اليقظة والحذر، وتوخي الحيطة واحترام قانون السير، خلال هذه الأيام، حتى لا يجري إفساد فرحة العيد، وتتحول إلى مآسي تزهق أرواح العديد من المواطنين، وتدخل آخرين دائرة الإصابات الخطيرة. وبخصوص تفاصيل حوادث السير المذكورة، أفاد مصدر أمني أن الحادثة الأولى، التي وقعت عند مدخل ابن أحمد، صباح أول أمس السبت، شهدت مصرع شخص، وإصابة اثنين آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وأوضح المصدر ذاته أن الحادثة وقعت، جراء اصطدام بين سيارتين خفيفتين. وفي الحادثة الثانية، التي وقعت، في اليوم ذاته، بخريبكة، ذكر مصدر دركي أنها خلفت مصرع شخصين، وإصابة خمسة آخرين، مشيرا إلى أنها وقعت على الطريق الرابطة ما بين مدينتي بن أحمد وخريبكة، بتراب جماعة ثلاث لولاد. وقال المصدر ذاته إن حالة اثنين من المصابين الخمسة وصفت بالبالغة، مبرزا أن الحادث نجم عن اصطدام شاحنة قادمة من الدارالبيضاء في اتجاه مدينة خريبكة، بشاحنة أخرى قادمة من الاتجاه المعاكس. وفي إقليم صفر، لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم، وأصيب ثلاثة آخرون بجروح وصفت حالة أحدهم بالخطيرة في حادثة سير وقعت، أول أمس السبت، على الطريق الوطنية رقم 6 الرابطة بين الجماعتين القرويتين بير طمطم وأولاد عياد. ووقعت الحادثة جراء انقلاب سيارة خفيفة، وقامت عناصر الوقاية المدنية بنقل جثامين الضحايا وكذا المصابين إلى المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس. أما بخصوص الحادثة الرابعة، التي وقعت بتاوريرت، يوم الجمعة الماضي، جراء اصطدام سيارة خفيفة في حالة تجاوز معيب، بشاحنة كانت تسير في الاتجاه المعاكس، خلفت مصرع أربعة أشخاص، وإصابة عشرة آخرين بجروح، إصابة اثنين منهم بالغة. وقال مصدر أمني إن اثنين من ركاب السيارة الخفيفة واثنين من ركاب الشاحنة لقوا مصرعهم فور وقوع الحادثة، مبرزا أن عناصر الإسعاف وجدت صعوبة في إخراج الضحايا من السيارة الخفيفة، التي لحقت بها أضرار كبيرة. وكانت الإحصائيات المؤقتة للمرصد الوطني للسلامة الطرقية، أشارت إلى ارتفاع حوادث السير، خلال التسعة أشهر الأولى من السنة الجارية، بنسبة 5.85 في المائة في عدد القتلى (ألفان و912 قتيلا)، مقارنة مع المتوسط المسجل، في الفترة نفسها، من الخمس سنوات الماضية. وحسب الإحصائيات ذاتها، التي توصلت "المغربية" بنسخة منها، فإن عدد حوادث السير ارتفع هو الآخر بنسبة 17.60 في المائة، بينما ارتفع عدد المصابين بجروح خفيفة بنسبة 22.58 في المائة (67 ألفا و429 جريحا)، في حين شهد عدد المصابين بجروح خطيرة، تراجعا بنسبة 2.89 في المائة (9 آلاف و80 جريحا). وذكرت الإحصائيات، التي هي خلاصة للنشرات والجداول الشهرية لمراسلات الفرق الترابية للدرك الملكي، ومصالح حوادث السير التابعة للإدارة العامة للأمن الوطني، أن شهر شتنبر 2009، شهد لوحده ارتفاعا في عدد القتلى بنسبة 2.55 في المائة (362 قتيلا)، مقارنة مع الشهر ذاته من 2008. وتعزى الأسباب الرئيسية لحوادث السير إلى "عدم التحكم، وعدم انتباه الراجلين، والسرعة المفرطة، وعدم احترام أسبقية اليمين، وعدم انتباه السائقين، وتغيير الاتجاه بدون إشارة، وعدم الوقوف الإجباري عند علامة قف، وتغيير الاتجاه غير المسموح به، والسير في يسار الطريق، والتجاوز المعيب، وعدم الوقوف الإجباري عند إشارة الضوء الأحمر، والسير في الاتجاه الممنوع".