تتفاقم يوما عن يوم حصيلة حرب الطرق، مودية بحياة عدد كبير من المواطنين الأبرياء، مدخلة آخرين في دوامة الإصابات الخطيرة، التي تنجم عنها في حالات متعددة عاهات مستديمة.فالنزيف متواصل، وكل يوم نصبح ونمسي على عدد مهم من القتلى والجرحى، وكأن الأمر يتعلق بحرب مستعرة، تشعل فتيلها السرعة والتهور وعدم احترام قانون السير والحالة الميكانيكية المهترئة للعربات. ففي ظرف أسبوعين، سجلت حرب الطرق، مصرع 30 شخصا، وإصابة 1434 آخرين، بجروح متفاوتة الخطورة، في حوادث سير وقعت بعدد من المدن، ما بين 21 شتنبر المنصرم و05 أكتوبر الجاري. وحسب بلاغ للإدارة العامة للأمن الوطني، فإن الفترة الممتدة من 21 إلى 27 شتنبر الماضي، شهدت مصرع 24 شخصا، وإصابة 1350 آخرين بجروح، 83 منهم إصاباتهم بليغة، في 1011 حادثة سير بدنية وقعت داخل المناطق الحضرية. أما الحوادث الأخرى المصرح بها بعد هذه الفترة، ما بين 28 شتنبر المنصرم و5 أكتوبر الجاري، فخلفت مصرع 6 أشخاص، وإصابة 84 آخرين بجروح، في كل من شيشاوة (مصرع شخصين)، وأكادير (3 أشخاص)، وأزرو (شخص واحد). وتعزى الأسباب الرئيسية لحوادث السير إلى "عدم التحكم، وعدم انتباه الراجلين، والسرعة المفرطة، وعدم احترام أسبقية اليمين، وعدم انتباه السائقين، وتغيير الاتجاه دون إشارة، وعدم الوقوف الإجباري عند علامة قف، وتغيير الاتجاه غير المسموح به، والسير في يسار الطريق، والتجاوز المعيب، وعدم الوقوف الإجباري عند إشارة الضوء الأحمر، والسير في الاتجاه الممنوع". ورغم المجهودات المبذولة حاليا للحد من هذا النزيف، فإن الوضع يزداد سوءا يوما عن يوم على الطرقات، وهو ما حدا بدخول أئمة المساجد على الخط، وتخصيص خطبة صلاة يوم الجمعة الأخير، للدعوة إلى الحد من حوادث السير، التي تشهدها الطرق الوطنية. وأشاد رئيس قسم الدراسات والنظم المعلوماتية للجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، ناصر بولعجول، بهذه المبادرة، في تصريح تلفزي أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء، وقال "لا يسعنا إلا أن نشيد بهذه المبادرة، لأن العامل الديني له تأثير قوي على سلوك المواطن". وأبرز بولعجول أن "القرآن الكريم واضح جدا، فهو يحرم قتل النفس البشرية"، مؤكدا على أهمية العامل الديني، على اعتبار أن سلوك الشخص يمكن أن يتغير بشكل كبير من خلال رسائل تخاطب إيمانه. وأعرب عن أسفه لحوادث السير الخطيرة، التي وقعت في الأيام الأخيرة، مؤكدا أن "ما نعيشه هذه الأيام أصبح أمرا خطيرا جدا ولا يحتمل". يذكر أن شهر يوليوز الماضي، شهد مصرع 400 شخص، بتسجيل ارتفاع بلغت نسبته 2 في المائة، مقارنة مع الشهر نفسه من سنة 2008. وكشف ناصر بولعجول أن شهر يوليوز2009، سجل أزيد من 6800 حادثة سير، بارتفاع نسبته 6 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية. وأضاف أنه يجري يوميا تسجيل11 قتيلا، ويرتفع هذا العدد إلى 13 خلال العطلة الصيفية، مسجلا أن الأمر يتعلق ب "حرب طرق حقيقية نعيشها اليوم". واعتبر المسؤول ذاته أن أسباب هذه الحوادث تظل متعددة، غير أن العامل البشري يظل هو الغالب.