رغم أن وزارة النقل والتجهيز طرحت خطة جديدة تتعلق بالسلامة الطرقية للحد من ازدياد المصابين في حوادث السير، فإن حرب الطرق في المغرب ماتزال تحصد المزيد من الضحايا. وفي عطلة نهاية الأسبوع الماضي، سجلت بمدينة الدارالبيضاء 52 حادثة سير، وقال مصدر مسؤول بالوقاية المدنية إن رجال الإسعاف تدخلوا يومي السبت والأحد لنقل المصابين في مختلف الأحياء لإسعاف مصابين في 52 حادثة سير سجلت بمدينة الدارالبيضاء في عطلة نهاية الأسبوع. مشيرا إلى أن إصابات بعض الجرحى كانت خطيرة، حيث نقلوا إلى المستعجلات وهم بين الحياة والموت. وحسب إحصائيات رسمية صادرة عن وزارة النقل والتجهيز، فإن حرب الطرق في المغرب أودت بحياة 3800 شخص سنة 2007 مقابل 2500 ضحية في غضون السنوات الخمس الماضية. وأشار مصدر مقرب من الوزير كريم غلاب إلى أن ارتفاع حوادث السير يكبد المغرب خسائر تصل إلى 11 مليار درهم سنويا، فيما تخلف حرب الطرق في المغرب مصرع عشرة مواطنين يوميا وإصابة 212 شخصا بجروح. وأشار المصدر ذاته إلى أن الوزارة قامت بوضع خطة جديدة طارئة للسلامة الطرقية ما بين 2008 و2010 خصصت لها ميزانية تبلغ مليار درهم. وتتضمن «الخطة الجديدة» تدابير يهدف بعضها إلى إنقاذ أرواح المصابين الأكثر تضررا من حوادث السير، وهم الراجلون وسائقو الدراجات النارية. وقبل الشروع في الخطة، كان عدد ضحايا حوادث السير في تزايد مستمر بارتفاع تصل نسبته إلى 4.5 في المائة في السنة الواحدة. وعلاوة على الخسائر البشرية لحرب الطرق، فإن حوادث السير تلحق خسائر بالاقتصاد المغربي تناهز 10 ملايير درهم سنويا، بمعدل 10 قتلى و226 جريحا يوميا، و3754 قتيلا وأكثر من 21.100 مصاب بجروح بليغة سنويا، وتكلفة توازي 2 في المائة من الناتج الداخلي الخام . وفي تحليل مقارن لإحصائيات حوادث السير ما بين 2004 و2006 مقارنة بنفس الفترة ما بين 2001 و2004، فإن «الخطة الاستعجالية الأولى» للسلامة الطرقية أثبتت نجاعتها، من حيث عدد حوادث السير والقتلى، إلا أن العدد عاد إلى الارتفاع بأرقام تراوحت ما بين 2 و3 في المائة، مما جعل الانخفاض المسجل في سنة 2005 يتم التراجع عنه في السنتين الأخيرتين. وسجلت سنة2007 ارتفاعا متواصلا لحوادث السير مقارنة بسنة 2006، بنسبة بلغت زائد 9.63 في المائة في عدد الحوادث، وبزائد 2.24 في المائة في عدد القتلى، وبزائد 2.33 في المائة في عدد الجرحى في حالة خطيرة، وبزائد 10.05 في المائة في عدد الضحايا المصابين بجروح خفيفة. ورغم الحملة التحسيسية التي نظمتها وزارة النقل بمناسبة اليوم الوطني للسلامة الطرقية الذي يصادف 18 فبراير من كل سنة، فإن 18 شخصا لقوا مصرعهم، ما بين 18 و24 فبراير الماضي وأصيب 1069 بجروح في 770 حادثة سير بدنية. وعزا مصدر من وزارة النقل والتجهيز، في اتصال هاتفي مع «المساء» أمس، تنامي حوادث السير بطرقات المغرب إلى عدم التحكم، وعدم انتباه الراجلين، إضافة إلى السرعة المفرطة وعدم انتباه السائقين واحترام أسبقية اليمين أو تغيير الاتجاه بدون إشارة وعدم الوقوف الإجباري عند علامة «قف».