سادت حالة طوارئ قصوى في ميناء الجرف الأصفر، الجمعة الماضي، إثر تسرب كمية مهمة من غاز البوطان، من أنبوب المحطة 9، بالحاجز الرئيسي للميناء، الذي يشمل الرصيفين 8 و9. وعلمت "المغربية" أن التسرب وقع في الحادية عشرة صباحا، جراء تآكل وصلة (جوان) أنبوب بالرصيف 8. ويعتبر الحادث الثاني من نوعه في أقل من شهرين، ويعزى إلى ضغط الغاز، وارتفاع درجة الحرارة، وكذا إلى غياب المراقبة والصيانة اللازمتين، وعدم اتخاذ التدابير الاحترازية القبلية. واستنفر التسرب الغازي أجهزة الاستعلامات، وسلطات الميناء. وهرع كبار المسؤولين الإقليميين إلى المحطة 9، وضربوا طوقا أمنيا، امتد إلى عشرات الأمتار، تحسبا لأي طارئ، جراء تسرب طن من غاز البوطان، تصاعد إلى الهواء، وشكل كثلة غازية. وجرت تعبئة معدات لوجستيكية مهمة، وشاحنات صهاريج، استقدمت من ثكنتي الوقاية المدنية بالجديدة والجرف الأصفر. واستعان رجال المطافئ، الذين استغرق تدخلهم أزيد من ساعتين، بخراطيم المياه، للتصدي للكثلة الغازية، ما مكن من إزالة الخطر. وفي إطار التدابير الاحترازية، أبعد المتدخلون إلى عرض ساحل المحيط الأطلسي سفينة لشحن الغاز، كانت قدمت من الجزائر، ورست، الخميس الماضي، بالمحطة 8، لتفريغ حمولتها. ويستقبل الجرف الأصفر، بشكل دوري، سفنا محملة بالمحروقات من شركة "سمير" بالمحمدية، ومن بعض دول العالم. وتضخ "الهيدروكاربيرات" في أنابيب حديدية، محاذية بعضها لبعض، طولها زهاء 4 كيلومترات، وتمر على طول الحاجز الرئيسي للميناء، ثلثها مكشوف، في اتجاه محطات للتخزين، شمال الجرف الأصفر. واستغرق مهندسون وتقنيون وقتا طويلا في إصلاح العطب، إذ عمدوا إلى إفراغ ما تبقى من غاز داخل الأنبوب المتضرر، بواسطة تقنية الضغط، باستعمال خراطيم المياه. واستغربت مصادر "المغربية" الحادث، سيما أن الأنابيب لم تمض بعد 6 أشهر على تشييدها وتثبيتها. وكان ثقب كبير في مادة جلدية كيماوية خاصة، عند نقطة تلاقي أنبوبين حديديين لضخ البترول، أسفر، في 6 يوليوز الماضي، عن تسرب زهاء 70 طنا من الوقود، ما كان سيسفر عن كارثة إيكولوجية، في حال تدفق المحروقات الملوثة إلى خارج الميناء، وغمرها لمياه المحيط الأطلسي. وشكلت سلطات الميناء، الجمعة الماضي، خلية أزمة، تدارست حادث تسرب الغاز. واتخذ كبار المتدخلين الإقليميين قرارا بتوقيف العمل بالمحطة المتضررة، إلى حين إجراء الإصلاحات الضرورية، وإدلاء الشركة المعنية، بشهادة تقنية في الموضوع. ولتغطية الحادث، انتقل مراسل "المغربية" المعتمد إلى الجرف الأصفر، غير أن ضابطين أخضعاه، رغم إدلائه بهويته وصفته الصحفية، لاستنطاق، في الطابق الأول بمفوضية شرطة الحدود. وتلقى المحققان، عبر الهاتف، تعليمات صارمة من المسؤول الأمني بالميناء، تقضي بمنعه من الدخول، حتى بعد السيطرة على الوضع، في محاولة للتكتم على الحادثة، وإخفاء وقائعها عن الرأي العام. ------------------------- 1: ميناء الجرف الأصفر بالجديدة (خاص) 2: حادث سابق لتسرب الوقود بميناء الجرف الأصفر (خاص)