سادت حالة طوارئ، أول أمس الثلاثاء، بميناء الجرف الأصفر، على بعد حوالي 15 كيلومترا جنوبالجديدة، إثر تسرب كمية كبيرة من الغازوال من أنبوب يمر على طول الحاجز الرئيسي للميناء. جانب من الغازوال المتسرب (خاص) واستبعد مسؤولون أن يكون الحادث ناجما عن عمل تخريبي، وأفادت مصادر "المغربية" أن تسرب الغازوال وقع في حدود الرابعة، بعد ظهر أول أمس الثلاثاء، جراء حدوث ثقب كبير في مادة جلدية كيماوية خاصة، كانت نقطة تلاق لأنبوبين حديديين، يناهز طول كل واحد 10 أمتار، وقطره 60 سنتمترا، ما استنفر السلطات الإقليمية والمحلية، ومصالح الدرك الملكي والأمن الوطني، والأجهزة الاستخباراتية بالجديدة والميناء. وهرعت السلطات والمسؤولون إلى مسرح الحادث، إلى جانب تعزيزات لوجستيكية وبشرية، وشاحنات صهريجية محملة بالماء، تحسبا لأي طارئ، وكذا، للتصدي للوضع، في حال خروجه عن السيطرة. وتدخلت الشركة الأجنبية المتعاقد معها، التي تسهر على أنابيب ضخ الغازوال من ميناء الجرف الأصفر، إلى محطة للتفريغ والتخزين. واستعان مهندسو ومستخدمو الشركة بشاحنات –صهاريج مخصصة لنقل الوقود، شحنت بما تبقى من الغازوال المتدفق، والغازوال الذي جرى تفريغه من أنابيب الضخ، بعد أن تسرب، حسب مصدر من عين المكان، زهاء 70 طنا من الوقود، وغمر أرضية الحاجز الرئيسي. وعمد المتدخلون إلى تغطية الكميات العائمة بأتربة ورمال، ولولا أن المحروقات الملوثة تدفقت في مياه الميناء، وتسربت إلى خارجه، وغمرت مياه المحيط الأطلسي، لكان ذلك تسبب في كارثة إيكولوجية. وعزت مصادر مطلعة الحادث إلى الضغط الحاصل على المادة الجلدية الكيماوية، حلقة ربط الأنبوبين الحديديين، إثر ارتفاع درجة الحرارة، إذ أن حجم الغازوال يتقلص عندما يخضع، عند نقله أو ضخه، لدرجة حرارة منخفضة معينة، وفي حال عدم احترام هذه الشروط والظروف، يتمدد حجمه بفعل الحرارة، ويحدث ضغطا، قد يتسبب في عواقب غير محسوبة. وتطلبت السيطرة على الوضع حوالي ساعتين من التدخلات المتواصلة، والاستعانة بمعدات لوجيستيكية، وموارد بشرية مهمة. واستمر 20 مستخدما ومهندسون في إصلاح العطب، إلى ساعة متأخرة من الليل. وفي تكتم تام عن الحادث، وظروف وملابساته، امتنع مسؤول مغربي، رفيع المستوى لدى الشركة الأجنبية، عن التحدث ل"المغربية"، والإدلاء بأي معلومة بخصوص الحادث. واستغربت مصادر "المغربية" ما حصل، سيما أن أنابيب الضخ مازالت في "الكارانتي"، إذ لم يمض على تشييدها وتثبيتها أكثر من 4 أشهر، وكانت أمينة بنخضرا، وزيرة الطاقة، زارت، أخيرا، منشأة الجرف الأصفر الاستراتيجية، ووقفت على أنابيب الضخ. وواكبت الجهات العليا والمركزية الوضع عن كثب، من خلال تقارير شفاهية، كان المسؤولون بالجديدة، يرفعونها بهواتفهم المحمولة. ويستقبل ميناء الجرف الأصفر، بشكل دوري، سفنا محملة بالمحروقات، ضمنها الغازوال المكرر من شركة "لاسمير" بالمحمدية، ومن بعض دول العالم، إلى جانب غاز البوطان. وتفرغ البواخر حمولاتها في مستودع بالأرصفة المخصصة، على الحاجز الرئيسي، ويجري ضخ هاتين المادتين في أنابيب حديدية، محاذية بعضها للبعض، في اتجاه مستودع للتخزين، شمال ميناء الجرف. ويبلغ طول أنبوب ضخ الغازوال زهاء 4 كلم، وقطره 60 سم، وثلثه مكشوف، ويمر على طول الحاجز، وثلثاه الآخران مدفونان تحت الأرض. ويأتي حادث تسرب المحروقات بالجرف الأصفر في ظرفية استثنائية، وعلى بعد 24 ساعة عن تنظيم شركة "JLEC" بالجرف الأصفر، المتخصصة في إنتاج الكهرباء، يوما تواصليا وتحسيسيا، وتقديمها نتائج دراسة، أجراها مكتب إسباني متخصص، حول مدى تأثير مشروع توسعة المركز الحراري للجرف الأصفر على البيئة. وكانت الجديدة احتضنت، أخيرا، أسبوع البيئة، في دورته الرابعة، ودق محمد منصف، مدير مختبر الدراسات والتحاليل البيئية بكلية العلوم بالجديدة، ناقوس الخطر، وقال إن الخطر، الذي يشكله الملوثون، والتلوث، بجميع تجلياته، بإقليم الجديدة، يتهدد الإنسان والبيئة والكائنات الحية، برا وبحرا وجوا.