كادت إدارة السكك الحديدية أن تواجه، أول أمس الأربعاء، كارثة اصطدام القطار القادم من مراكش والمتوجه إلى فاس، بآخر قادم من وجدة في اتجاه مراكش، قبالة محطة بوقنادل، على بعد 15 كلم شمال الرباط. واضطر القطار القادم من مراكش إلى التوقف على بعد أمتار من محطة بوقنادل لأزيد من 45 دقيقة، محررا السكة للقطار القادم من محطة القنيطرة في الاتجاه المعاكس، بعدما كانا في الطريق إلى اصطدام مباشر بينهما. وعاين عدد من ركاب هذه الرحلة كيف كان القطاران وجها لوجه على السكة نفسها، وهما في حالة توقف تام، بعدما التقطت قيادة كل قطار إشارة بالتوقف حيث توجد، ما جنب كارثة الاصطدام. وقال شهود عيان ل"المغربية" إن "المنظر مثير للرعب. أن تعيش وتعاين واقعة تجنب اصطدام قطار بآخر، أمر ليس بالهين"، مؤكدين أن عددا من الركاب تابعوا كيف عاد القطار المغادر لمحطة القنيطرة إلى الوراء، وهو على بعد أمتار من القطار المتوقف، لأخذ السكة الصحيحة. وأوضح من عاشوا هذه التجربة أن حالة من الهلع انتابت الركاب، خاصة النساء منهم، عندما علموا بخلفيات توقف القطار ساعة بعد منتصف الليل في الخلاء، قبل أن ينطلق كل قطار إلى الاتجاه المسطر له، وينتهي كابوس مرعب هز كيان ركاب القطار القادم من مراكش تحمل مقصورة قيادته، رقم E-14-19. وعلمت "المغربية"، من مصادر مطلعة، أن القطار المذكور دخل محطة القنيطرة على السكة الرقم 3، بدل السكة رقم 2، ما يعطي الانطباع بأن شيئا غير طبيعي حدث في رحلة هذا القطار. ولم تؤكد مصادر مسؤولة بإدارة السكك الحديدية أو تنفي هذه الواقعة، مكتفية بالقول إن "القطار القادم من مراكش توقف لأسباب، ربما تقنية، كما أن أشغالا تجري لتقوية تثبت السكة قرب محطة بوقنادل، وقد تكون مسؤولة". وحاولت" المغربية" أخذ توضيحات رسمية حول الحادث من الإدارة المركزية للسكك الحديدية بالرباط، لكن الهاتف ظل يرن، دون رد من أحد.