كاد احتجاج مجموعة من المسافرين، صباح أول أمس الثلاثاء، بمحطة القطار القنيطرةالمدينة، على تأخر القطار المكوكي الرابط بين محطتي القنيطرة والدار البيضاء الميناء، أن يتحول إلى مأساة، بعد أن حاول سائق أحد القطارات دهسهم لدفعهم إلى إخلاء السكة الحديدية التي احتلوها. وأدى تأخر القطار المكوكي الرابط بين القنيطرة والدار البيضاء بسبب عطل أصاب القطار القادم من فاس بمحطة القنيطرة واضطره إلى التوقف، إلى اندلاع احتجاجات للمسافرين. وبحسب شاهد عيان، فقد تدخل عدد من المسؤولين المحليين لمفاوضة المحتجين وإقناعهم بتحرير السكة، غير أنهم ووجهوا برفض المواطنين الغاضبين، ما اضطر المسؤولين إلى استدعاء قوات التدخل السريع مدججة بالعصي والهراوات، في محاولة لفض الاحتجاجات التي انتهت باعتقال اثنين من المحتجين سيتم إخلاء سبيلهما بعد تصاعد الشعارات الغاضبة وتدخل والي الأمن شخصيا، مشيرا إلى أن ما أجج احتجاجات المسافرين هو نعت أحد موظفي محطة القنيطرة الرئيسية المتجمهرين الغاضبين ب«السردين». وبحسب أحد المسافرين، فإنه عوض أن يعمل المسؤولون على تحرير القطارات المكوكية الرابضة بالمحطة حيث نهاية السير، عمدوا إلى انتظار خروج القطار القادم من فاس ليتم تحرير تلك القطارات، وهو الأمر الذي تسبب في تعطيل حركتها، لاسيما أنه بعد انطلاق قطار فاس علم أنه توقف في منتصف الطريق قبيل محطة بوقنادل. واستنادا إلى ذات المصدر، فإن ما أجج حالة الغضب أكثر لدى الركاب، المشكل غالبيتهم من موظفين، هو غياب التواصل معهم، إذ تم احتجازهم وسط القطار دون تكييف ووسط حرارة مفرطة تسببت في حالات إغماء لبعض المصابين بأزمات الربو أو بمرض السكري، مشيرا إلى أن مسؤولي المحطة لم يكلفوا أنفسهم عناء التحدث إلى المسافرين عبر مكبر الصوت وتبرير التوقف الممدد للقطار. ويحكي تقي الدين تاجي، أحد المسافرين المحتجين، ما حصل بالقول: «هذا الوضع دفعني بمعية مسافرين آخرين إلى النزول من القطار، حيث قصدنا السائق لاستفساره عن الأمر والاحتجاج على عدم تواصله معنا وكأننا مجرد صناديق بطاطس أو بضائع يقوم بنقلها.. في بادئ الأمر اتفقنا على أن نحتج وسط المحطة وذهبنا نبحث عن رئيسها إلا أن هذا الأخير تعامل معنا بشكل فظ، بل قام بتهديد أحد الأشخاص قائلا له بالحرف «سير فحالك دبا ندير راسي فيك وندمك»، حينها تأجج الغضب أكثر، لنعود بعدها إلى القطار حيث قمنا باحتلال السكتين معا، وإيقاف القطار المكوكي» وتابع قائلا: «حين داهمنا القطار القادم من البيضاء المسافرين والمتوجه إلى طنجة عمدنا إلى إيقافه أيضا بيد أنه تمادى في مسيره في محاولة منه لإرهابنا وتهديدنا بالدهس قبل أن يتوقف أمام تعالي الأصوات مرددة عبارات «عاش الملك» أمتارا قليلة عن المحتجين». وأوضح تاجي أنه بعدما كانت الأمور ستتحول إلى كارثة، حضر رجال الأمن المنتسبون لمركز المحطة، «محاولين إرهاب الركاب بل وحاول أحدهم نزع هاتف نقال أحد المسافرين الذي كان يقوم بتصوير واقعة التجمهر قبل أن يتراجع أمام صراخ الجماهير الغاضبة.ليأتي بعد ذلك الدور على عميد ممتاز بالمدينة ليقوم بتهديد المحتجين بمتابعتهم بتهمة عرقلة سير قطار، لكن لا أحد امتثل لكلامه، ليأتي بعد ذلك رئيس الدائرة الحضرية الأولى ووالي الأمن ومسؤول بالمكتب الوطني للسكك الحديدية مصحوبين بسبعة عناصر من قوات التدخل السريع». جدير بالذكر أن احتلال المسافرين المحتجين للسكة دام نحو ساعتين وخمس عشرة دقيقة، ولم تعد الأمور إلى نصابها إلا بعد تقديم مسؤول من المكتب الوطني للسكك الحديدية تعهدا شفويا بتعويض المتضررين من الموظفين ماديا ومعنويا عما أصابهم جراء هذا التأخير.