تراجعت مبيعات السيارات الجديدة بنسبة 6.36 في المائة، في النصف الأول من 2010، مقارنة مع الفترة ذاتها من 2009، ليستقر العدد في 54 ألفا و340 وحدة. 2009 تسجل أسوأ نتيجة في سوق السيارات (خاص) وخلال شهر يونيو الماضي وحده، بيعت 11337 سيارة جديدة، بارتفاع بلغ 694 في المائة، مقارنة مع شهر ماي الماضي، ويعزى هذا الارتفاع إلى تمديد معرض "أوطو إكسبو 2010" (معرض السيارات)، إذ بادر وكلاء شركات السيارات إلى طرح عروض أخرى، أسابيع بعد تاريخ انتهاء التظاهرة. وتتسم سوق السيارات في المغرب بخصائص عدة، ترتبط بظاهرة العروض المحفزة، كما بإقبال الزبناء على السيارة الاقتصادية من نوع "داسيا". وسجلت سنة 2009 أسوأ نتيجة من ناحية المبيعات، إذ تراجع معدل البيع بنسبة 9 في المائة، مقارنة مع سنة 2008. وانتقل عدد الوحدات إلى 109 آلاف سيارة، منها 93 ألفا مستوردة من البلدان الآسيوية، و16 ألف وحدة من أوروبا، والولايات المتحدة الأميركية، وروسيا. وبلغ عدد العلامات المسوقة في المغرب 54 علامة، سنة 2009، غير أن 12 علامة فقط هي التي تسيطر على حصة تناهز 88 في المائة من السوق، تتصدرها العلامات الفرنسية الثلاث: "داسيا" ب 19.7 في المائة، و"رونو" ب 18.5 في المائة، و"بوجو" ب 9.6 في المائة، متبوعة بالعلامتين الكوريتين الشهيرتين "هيونداي" ب 6.5 في المائة، و"كيا" ب 6.2 في المائة. أما العلامة اليابانية "تويوتا" فشهدت تراجعا إلى المرتبة التاسعة، ب 3.55 في المائة من السوق، أثر على انخفاض مبيعاتها، خلال الربع الأول من السنة، بنسبة 42.2 في المائة. ويترقب المستهلكون المغاربة، أن تؤدي التخفيضات الجديدة في التعرفة الجمركية، المطبقة على السيارات الجديدة المستوردة، إلى خفض أسعار البيع في السوق المغربية. وأدى مسلسل تفكيك الترسانة الجمركية إلى هبوط التعرفة، بالنسبة إلى السيارات المستوردة من آسيا، من 32.5 في المائة إلى 27.5 في المائة، منذ بداية السنة الجارية، ومن المتوقع تخفيضها إلى 17.5 في المائة سنة 2012، بينما ينتظر تراجع المعدلات المطبقة على السيارات المستوردة من أوروبا، التي تبلغ حاليا 6.5 في المائة، إلى 3.2 في المائة سنة 2011، ثم إلى الصفر سنة 2012، طبقا لمقتضيات اتفاقية التبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي. وكان تجمع المستوردين للسيارات الآسيوية، طالبوا، أخيرا، السلطات المغربية بأن تخفض من رسوم الجمارك المطبقة على السيارات المستوردة من البلدان الآسيوية، وتحديدا اليابان، وكوريا الجنوبية، والصين، والهند، إذ ما فتئ المهنيون يشتكون من ارتفاع الرسوم الجمركية، بخلاف ما هو مطبق على السيارات المستوردة من البلدان الأوروبية، والولايات المتحدة الأميركية، وبلدان أخرى، مثل روسيا. ويشهد قطاع السيارات تنافسا قويا من جانب الشركات، والمستوردين، ويعكس هذا التنافس التطور المتزايد، الذي يشهده، منذ 2004، إذ انتقلت نسبة النمو من 11 في المائة، في هذه السنة، إلى 16 في المائة سنة 2005، ثم إلى 31 في المائة، السنة الموالية، قبل أن يهبط إلى 23 في الماسة، سنة 2007، بسبب ارتفاع أسعار البترول، وإلى 17 في المائة، ثم إلى ناقص 9 في المائة، سنتي 2008 و2009، بسبب الأزمة العالمية. ورغم هيمنتها على السوق، واستفادتها من تخفيض الرسوم الجمركية، في إطار تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، فإن العلامات الفرنسية لم تسلم من موجة انخفاض المبيعات، إذ تراجعت مبيعات "داسيا" ب 5 في المائة، و"رونو" ب 6 في المائة، و"بوجو" ب 17 في المائة، خلال الربع الأول من 2010.