يبدو أن الأزمة المالية لا زالت ترخي بظلالها على سوق السيارات الجديدة بالمغرب، فبعد الانخفاض المسجل طيلة فترة الصيف، خيب شهر شتنبر المنصرم آمال المهنيين لأن نسبة ارتفاع مبيعات السيارات الجديدة لم تتعد 2.1 في المائة، ليستمر الانخفاض السنوي في حدود 8.7 في المائة، فحسب آخر إحصائيات جمعية مستوردي السيارات بالمغرب (إيفام)، سجل سوق السيارات خلال 2009 انخفاضا في المبيعات إلى غاية شهر شتنبر المنصرم، وارتفاعا جيدا لمبيعات السيارة الاقتصادية «داسيا لوغان» التي تنقذ دائما السوق من الانهيار أكثر مما هو عليه الآن . وأفادت نفس إحصائيات الجمعية، أنه خلال شهر شتنبر الماضي بيعت حوالي 6332 سيارة جديدة منها 4134 مستوردة و ما يناهز 2198 سيارة مركبة محليا، ليصل العدد الاجمالي خلال تسعة أشهر من هذه السنة حوالي 70 ألفا و 801 وحدة. وتأتي رونو في المقدمة ب13 ألفا و 100 وحدة في 2009 لتستحوذ بذلك على 18.5 في المائة من حصة السوق المغربي، وخلال شهر شتنبر لوحده تم بيع 1200 وحدة موديل «رونو» بارتفاع ناهز 3.8 في المائة، أما «داسيا لوغان» فمازالت السيارة الأكثر مبيعا بالمغرب منذ 2005 تاريخ دخولها إلى المغرب، وسجلت في 2009 حوالي 13 ألف وحدة منها 1100 سيارة بيعت في شتنبر المنصرم، لتحقق بذلك ارتفاعا بنسبة 20 في المائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية . المرتبة الثالثة يحتلها الصانع الفرنسي الآخر «بوجو» ببيعه حوالي 7230 سيارة خلال هذه السنة و 552 وحدة خلال الشهر الماضي، لكن رغم ذلك فإنه يسجل انخفاضا قارب 20 في المائة مقارنة بسنة 2008. وبعد الفرنسيين احتل الصانع الكوري الجنوبي «كيا موتورز» الرتبة الرابعة ب 5592 سيارة بيعت خلال التسعة أشهر من هذه السنة منها 467 وحدة في شتنبر، لكن «كيا» عرفت إحدى أعلى نسب الانخفاضات هذه السنة مقارنة بسنة 2008 التي كانت استثنائية بالنسبة للصانع الكوري بفضل المبيعات الجيدة لموديل «كيا بيكانتو»، لكن في 2009 سجلت مبيعات الشركة تقهقرا بحوالي 25 في المائة لتصبح حصتها في السوق لا تتعدى 8 في المائة، بينما سجلت شركة «هيونداي» ارتفاعا لا بأس به في مبيعاتها لهذه السنة فاقت 7 في المائة وباعت 4553 وحدة في تسعة أشهر لتحتل الرتبة الخامسة . أعلى نسبة انخفاض في السوق سجلها الصانع الياباني «طويوطا» الذي تراجعت مبيعاته هذه السنة إلى 33 في المائة وبيع منها 3368 وحدة فقط طيلة 9 أشهر منها 295 سيارة في شتنبر، كما سجلت الشركة الايطالية «فياط» نسبة تراجع في المبيعات قاربت 15 في المائة وباعت هذه السنة حوالي 2470 سيارة منها 207 وحدات في شتنبر وتسجل أقل نسبة في حصة السوق المغربي بأقل من 2.5 في المائة، وعرفت مبيعات شركة «فورد» نموا قارب 4 في المائة، حيث باعت 2879 سيارة في 2009 منها 119 خلال شهر شتنبر، أما «فولسفاغن» الالمانية فسجلت ارتفاعا طفيفا في مبيعاتها لهذه السنة بنسبة 0.20 في المائة وباعت 3469 سيارة خلال هذه السنة وحوالي 370 وحدة في الشهر الماضي. وأمام هذه الأرقام، أي بيع 70 ألفا و 800 سيارة في تسعة أشهر، وشهر شتنبر لم تتعد المبيعات خلاله 6330 سيارة، فإن الثلاثة أشهر المقبلة يبدو من الصعب تحقيقها لرقم قد يوصل المبيعات السنوية إلى 120 ألف وحدة كما جرى خلال سنة 2008 .