اختتمت، عشية أول أمس الأربعاء، فعاليات الموسم السنوي في دورته الرابعة عشرة للولي الصالح سيدي رحال البودالي، المنظمة من قبل المجلس البلدي لسيدي رحال، على مدى أسبوع، تحت شعار "تراثنا مقومات هويتنا". وحفلت دورة هذه السنة بمهرجانات شعبية في رياضة الفروسية (التبوريدا)، وحفلات دينية، وأمسيات قرآنية نظمها حفظة القرآن بزاوية الولي الصالح، ومعارض للمنتوجات المحلية والفنون التشكيلية، وأهازيج ولوحات فولكلورية. وتضمن اليوم الأخير من فقرات برنامج الموسم، التي أشرف عليها محمد نجيب بن الشيخ، عامل إقليمقلعة السراغنة، رفقة عدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية وشخصيات أخرى، زيارة لضريح الولي الصالح، تخللتها تلاوة آيات من الذكر الحكيم، والدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وجرى إثر ذلك استعراض موكب الكسوة التقليدي، الذي توج باستعراض مختلف فرق الفروسية والمجموعات الفنية الشعبية المشاركة في الموسم، مع أداء لوحات فولكلورية محلية في عرس تقليدي نظم بالمناسبة على طريقة أبناء الزاوية، حيث نقلت العروس في ثوب زفافها على متن فرس إلى بيت عريسها وسط الزغاريد والأهازيج الشعبية، ما جعل منها لوحة تراثية أصيلة. كما تتبع عامل الإقليم والوفد المرافق له عروضا للفروسية وزعت بعدها الجوائز التشجيعية، التي خصصت للفائزين، في مختلف المسابقات المنظمة طيلة أيام الموسم. والولي الصالح سيدي رحال البودالي، هو الشيخ العارف بالله محمد بن أحمد بن الحسن المولود سنة 950 ه/1543 م، بتامدولت بمحاميد الغزلان، انتقل من مراكش إلى أنماي فأسس بها زاويته الحالية، وكان له فضل كبير في استقرار المنطقة بفضل حكمته وتبحره في العلم وأصول الدين، إذ اشتهر بنزوحه إلى إصلاح ذات البين بين المتنازعين، وأصلح بين القبائل، وسجل له التاريخ وساطته بين السعديين والوطاسيين في معركة الأحمدين الشهيرة. ويعد موسمه من أشهر وأكبر المواسم الدينية في منطقة الحوز، لما يعرفه من توافد العديد من الزوار من أبناء المنطقة وغيرها، فضلا عن كونه يشكل ملتقى لإحياء صلة الرحم بين الأهل والأقارب، ويعتبر، أيضا، سوقا تجارية كبرى تساهم، بصفة خاصة، في تصريف المنتوجات الزراعية والتقليدية المحلية.