اعتقل رجال الدرك الملكي وعناصر من المياه والغابات، في جماعة سيدي يحي ويوسف بقيادة تونفيت بإقليم ميدلت، مساء أول أمس الاثنين، أحد المتهمين بتهريب واستنزاف شجر الأرز في المنطقة، بعد أن عثرت، في محله، على قطع من خشب الأرز مجهولة المصدر. تخريب واستنزاف ممنهج لشجرة الأرز (خاص) وأفادت مصادر "المغربية" أن لجنة من الدرك الملكي والمياه والغابات حجزت 37 قطعة (مادرية) وخمس قطع صغيرة من شجر الأرز، في المحل نفسه، الكائن في المنطقة المسماة أزر عثمان، التابعة لجماعة سيدي يحي ويوسف. وذكرت المصادر ذاتها أن عناصر المياه والغابات مدعومة من طرف الدرك الملكي، أنجزت حجزا على آلة النجارة والمحل المخصص لتخزين قطع شجر الأرز. واستمعت عناصر الدرك الملكي للمتهم، وحررت ضده محضرا، وقدم للوكيل العام للملك في ميدلت، أمس الثلاثاء. وتدخل هذه العملية في إطار المراقبة الدائمة للمديرية الإقليمية للمياه والغابات في خنيفرة، حسب سعيد مكاك، المدير الإقليمي للمياه والغابات في خنيفرة، الذي أضاف أن "العملية مستمرة طيلة هذه الأيام، وتستهدف، على الخصوص، محلات تحويل خشب الأرز في قيادة تونفيت". ويحتل شجر الأرز رقعة شاسعة من المجال الغابوي لجهة مكناس تافيلالت، إذ يغطي نسبة 10.4 في المائة من مساحة إجمالية، تقدر بحوالي 820 ألفا و418 هكتارا، تشمل أقاليم الرشيدية، والحاجب، واخنيفرة، وإفران، ومكناس. وتحتل هذه الأشجار حوالي 133 ألف هكتار على المستوى الوطني، وتمثل نسبة الربع من شجر الأرز الموجود في العالم، وأضحى بعض أنواعها، الذي عمر لقرون، رمزا لشموخها كشجرة "كورو" المهددة، أكثر من غيرها، بالانقراض. لكن هذه المميزات لم تحل دون استمرار مسلسل النزيف، الذي يلاحق هذه الشجرة، ويحولها إلى مجرد ألواح ، تباع في السوق السوداء بمبلغ زهيد، لا يتعدى 300 درهم للوحة الواحدة، علما أن الجرائم، التي تسجل في حقها، تناهز نسبة 77 في المائة من مجموع جرائم الاعتداء على الغابة، إذ لا يتردد مقترفوا هذه الجرائم في اجتثاث بعض الأشجار، التي يبلغ عمرها أزيد من 12 قرنا.