قاد رئيس القطاع الغابوي، في تونفيت وإفرض، بخنيفرة، حملة استثنائية على محلات النجارة، في تونفيت، صباح الثلاثاء الماضي، وتمكنت لجنة من المياه والغابات والدرك الملكي من اعتقال صاحب محل للنجارة، ضبطت بحوزته 16 قطعة من خشب الأرز يصل طول الواحدة إلى مترين.حجزت اللجنة المذكورة بخنيفرة، القطع الخشبية التي تباع، عادة، بما بين 250 و300 درهم للمتر المربع، واقتيد المتهم، صاحب محل للنجارة في تونفيت، إلى مقر الدرك الملكي في المدينة ذاتها، للتحقيق معه، وقال خالد اليوسفي، رئيس جمعية أشبيس للتنمية الغابوية، إن هذه العملية تدخل في إطار ما دأبت عليه إدارة المياه والغابات، لوقف الاستنزاف الذي يتعرض له القطاع الغابوي في إقليمخنيفرة. وأضاف قائلا "تصاعدت في الآونة الأخيرة، عمليات سرقة خشب الأرز، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، الذي يقلص عدد محاولات السرقة، التي تتعرض لها الغابة، نظرا للظروف المناخية الصعبة التي تجتاح المنطقة، وهو ما يدفع عصابات تهريب خشب الأرز إلى الرفع من عدد محاولتها خلال هذه الفترة من السنة، قصد التحضير لفصل الشتاء". من جهة أخرى، تخوض مصالح المياه والغابات في تونفيت وأنفكو، بإقليمخنيفرة، هذه الأيام، حربا ضارية ضد مهربي خشب الأرز في غابات الأطلس المتوسط، إذ حجزت مصلحة المياه والغابات ومحاربة التصحر في تونفيت وأنفكو، خلال الأسابيع الماضية، كميات مهمة من خشب الأرز، حصرتها مصادر "المغربية" في مائة قطعة (مادرية)، كانت موجهة إلى السوق السوداء، ويبيع المهربون القطعة الواحدة من خشب الأرز ب200 درهم، في حين تباع القطعة بخمسمائة درهم في الحالات العادية. ودقت جمعية "أشبيس لتربية المواشي والتنمية الغابوية"، في بيان لها، توصلت "المغربية" بنسخة منه، ناقوس الخطر، ودعت إلى تكثيف الجهود للحد من الاستنزاف، الذي يتعرض له شجر الأرز في المنطقة، كما تمنت جهود السلطات المحلية ورجال المياه والغابات، التي تقوم بها، للحفاظ على المجال الغابوي في إقليمخنيفرة. وحسب السلطات المحلية في تونفيت، فإن الأخيرة لا تستطيع إحباط جميع مناورات عصابات تهريب خشب الأرز، التي تستعمل أسلحة بيضاء وأسلحة نارية في بعض الأحيان، في مواجهاتها المفتوحة مع عناصر المياه والغابات والسلطة المحلية، وأكدت السلطات المحلية أن جميع العمليات، التي يجري فيها إلقاء القبض على بعض عناصر شبكات تهريب خشب الأرز، تسجل خلالها محاضر ويقدم المتهمون للعدالة، لكن بطء المساطر القانونية وتعقدها يحول دون زجر المهربين. وحجزت عناصر المياه والغابات ومكافحة التصحر، في وقت سابق، ست قطع (مادريات) وثلاث دواب، يستخدمها المهربون لحمل مسروقاتهم في اتجاه الشاحنات، التي تكون متوقفة في الطرقات المعبدة قرب الغابة، لنقل الخشب المهرب في اتجاه السوق السوداء. وحسب المصدر ذاته فإنه رغم الكمائن يستطيع المهربون الإفلات من قبضة السلطات. وفي موضوع ذي صلة، حجزت مصلحة المياه والغابات، أطنانا من الخشب، بحجم 9 أمتار مربعة من الخشب الصناعي المهرب، وكمية أخرى بطول 5 أمتار، كانت جمعت بالقرب من منزل أحد أعيان المنطقة، إلا أن سائق شاحنة التهريب استطاع الإفلات من قبضة رجال الدرك الملكي. وتترصد مافيا الأخشاب، الخاضعة للسوق السوداء، الحراس الغابويين، الذين يتعرضون لاعتداءات بالسلاح الأبيض من قبل المهربين. ودعت فعاليات جمعوية في تونفيت إلى تنسيق الجهود بين كافة المتدخلين لوقف التدمير الممنهج، الذي يتعرض له شجر الأرز.