تمكنت عناصر المياه والغابات بخنيفرة، فجر ليلة أول أمس الثلاثاء، بدوار بويكدجيكن، التابع لقبيلة آيت بومزوغ جماعة أكلمام أزكزا، من حجز شاحنة، من نوع "ميتسوبيشي"، محملة بأكثر من 74 قطعة خشبية من شجر الأرز الخالص.الشاحنة المحجوزة عالقة في الأوحال (كايز) قدرتها مصادر "المغربية" بعشرة أمتار مكعبة، أي الإجهاز على ما يقارب خمسة وعشرين شجرة أرز، يتراوح عمرها بين ثمانية وعشرة قرون. وحسب مصادر "المغربية"، فإن العملية اكتشفت حين حاولت عناصر من المديرية الإقليمية للمياه والغابات بخنيفرة توقيف شاحنة وسط غابة أجدير، لكن سائقها امتنع عن ذلك، وغير وجهته عبر أحد المسالك، الذي يوصل لدوار آيت شارد. إلا أن الأمور لم تسر كما كان يتوقع، إذ علقت الشاحنة وسط الأوحال، ما سهل حجزها، واعتقال عنصرين، سلما لرجال الدرك بخنيفرة للتحقيق معهما، فيما لاذ أحد المتهمين بالفرار، اعتبرته المصادر العقل المدبر، الذي خطط للعملية، رفقة عناصر من سكان دوار آيت بومزوغ، الذين تكلفوا بقطع أشجار الأرز، وتجميعها، قصد تهريبها. وحسب المصادر نفسها، فإن سائق الشاحنة (من مواليد 1963)، الذي يتحدر من تالوين، بإقليم تارودانت، كان التقى المتهم الفار، الذي أقنعه بتهريب خشب الأرز نحو مدينة فاس، مقابل أربعة آلاف درهم. وصرح الشخص الموقوف أن الكمية المحجوزة ليست في ملكه، وإنما هي لشخص كان غير بعيد عن مكان حجز الشاحنة، ممتطيا سيارة من نوع "رونو 19"، وكان يراقب عملية التهريب من داخلها، وبين الفينة والأخرى، كان يكلمه عبر هاتفه المحمول، ليوجهه. وعلمت "المغربية"، من مصادر عليمة، أن العنصرين المعتقلين كانا أقاما، ليلة الثلاثاء الماضي، صحبة العقل المدبر، وصاحب الكمية المحجوزة من خشب الأرز، بأحد الفنادق غير المصنفة بخنيفرة، ما سهل تحديد هويته، وتقديمه للعدالة رفقة باقي المتهمين. في السياق ذاته، علمت "المغربية" أن أطر المياه والغابات تمكنوا، خلال الأسبوع الماضي، من توقيف مهربين للأرز، بمختلف المناطق الغابوية، في كل من تونفيت، وإيتزر، وأجدير، وكروشن، وخنيفرة، قدموا، في حالة اعتقال، أمام المحكمة. وتعيش غابات الأرز بإقليم خنيفرة وضعا مأساويا، بسبب ما يخلفه القطع العشوائي لشجرة الأرز، المتميزة بجودتها الصناعية، ما يهدد هذه الثروة الغابوية بالانقراض.