يوما بعد يوم يتضاعف ما يؤكد أن غابات إقليمخنيفرة باتت مهددة بالزوال على يد «مافيات منظمة» تواصل استنزاف الثروة الغابوية بوتيرة يطبعها الترصد والإصرار، وبالرغم من إجراءات وجهود رجال الدرك والمياه والغابات، لم تتمكن هذه الجهات من وضع حد لنشاط لصوص الخشب، الذين أضحت الغابات تدر عليهم أموالا طائلة، وتعمد شبكات تهريب أخشاب الأرز إلى استغلال الظروف المناخية الصعبة التي تجتاح الإقليم، إذ تسهل عليها الرفع من وتيرة نشاطها الممنهج، وفي هذا الإطار علمت «الاتحاد الاشتراكي» من جديد أن مصالح الدرك الملكي بتونفيت، بتنسيق مع المياه والغابات، وضعت، فجر يوم الجمعة 12 فبراير، حاجزا على الطريق فور التوصل بمعلومات عن عملية تهريب، وتم الإيقاع بشاحنة من نوع «نيسان» محملة بحوالي 50 صفيحة (بلاطو) من خشب الأرز كانت في طريقها من غابة بْواضيل بسيدي يحيى ويوسف باتجاه تونفيت من جهة أغبالة، وتم اعتقال سائق الشاحنة (ل.ه.) الذي كان بمثابة الخيط الرفيع للكشف تحت تعميق البحث معه بوجود أخشاب معدة للتهريب من مكان محدد انتقلت إليه عناصر مختلطة من الدرك والمياه والغابات، حيث عُثر به فعلا على كمية كبيرة من الأخشاب، ليصل مجموع ما تم ضبطه في لحظة واحدة إلى حوالي 90 قطعة، وتمثل حوالي تسعة أمتار مكعبة، نقلت كلها إلى مستودع للمحجوزات بتونفيت، وقيمتها المالية تتجاوز 52 ألف درهم، حسب مصادر مسؤولة، زادت فأكدت أن التحقيقات ما تزال جارية من أجل الوصول إلى هوية المتورطين والجهات التي كانت ستستفيد من الأخشاب المهربة. وسبق لمصادر عليمة أن كشفت قبل ذلك بخمسة أيام عن تمكن عناصر من المياه والغابات من إيقاف سيارة من نوع بيجو بيكوب 504 بمنطقة البرج، وهي محملة بست قطع ضخمة من خشب الأرز، كانت مهربة من غابات أگلمام باتجاه خنيفرة، وهي مخفية في فراش «بطانية» بطريقة تضليلية، وذكرت مصادرنا أن ثلاثة أشخاص كانوا على متن السيارة الموقوفة قد لاذوا بالفرار، إلا أن رجال المياه والغابات تمكنوا من تحديد ملامح وهوية اثنين منهم، أحدهما سائق السيارة، قالت مصادرنا إنه واحد من البارزين على لائحة المهربين، مشيرة المصادر إلى عناصر مافيوزية تم ضبطها وهي تحاول تهريب الأخشاب الغابوية على متن سيارة خاصة. وعلى الطرف الآخر من الحدود الإقليمية مع إفران، سبق لمصادر عليمة أن كشفت ل «الاتحاد الاشتراكي» عن خبر مفاده أن غابة «تانوردي» بإقليمخنيفرة عاشت على إيقاع حادثة مثيرة، تتعلق بإقدام عناصر من مافيا الغابات على سرقة كمية هائلة من خشب الأرز، ومحاولة تهريبها على متن عدد كبير من البغال نحو شاحنات كانت في انتظارها، وفي هذا الوقت بالذات، أُشعرت مصالح المياه والغابات بالعملية، حيث انتقل عدد من أفرادها إلى عين المكان، ولم يكن منتظرا أن تتحول الأمور إلى مسرح لتبادل النيران بين رجال المياه والغابات وعصابة الخشب، التي أصرت على المقاومة، وحينها أصيبت ستة بغال بالرصاص، وقبل أن يضطر أفراد العصابة إلى الفرار عمدوا في مشهد إجرامي مروع إلى استعمال أخشاب منهوبة في إحراق البغال المصابة بهدف إتلاف آثار هويتهم، ورغم ذلك تمكن رجال المياه والغابات من التعرف عليها، وكم كانت المفاجأة كبيرة لما وضع المحققون يدهم على بغلين في ملكية عون سلطة بمنطقة تانوردي. وفي ذات السياق أكدت مصادر مسؤولة خبر تمكن درك القباب، قبل أسابيع قليلة، من توقيف شاحنة من نوع «إسيزي» محملة ب 22 قطعة من خشب الأرز المهرب، كانت في طريقها نحو مراكش، عبر الطريق 503 الرابطة بين فاسوخنيفرة، حيث لم تنجح محاولة سائق الشاحنة في العبور قبل دقائق معدودة من ساعة الفجر، اعتقادا منه أن الطريق في هذا الوقت ستكون آمنة، وقد قدر المحققون قيمتها المالية بأزيد من ثمانية ملايين سنتيم. أما بخصوص شاحنة سبق أن ضبطت، قبل أيام قليلة، وهي تحاول تهريب حوالي 74 قطعة من خشب الأرز، وعلقت عجلاتها في الأوحال إثر انحرافها نحو حاشية الطريق لشعور سائقها بوجود عملية مطاردة، فالأرجح أن المهربين حاولوا استغلال توقيت الأحوال الجوية والوقت الليلي بغاية إنجاح عمليتهم، وقد أفادت مصادرنا أن عناصر من المصلحة الإقليمية للمياه والغابات انتقلت إلى نقطة الواقعة، حيث تأكدت من المعلومة الواردة عليها، ويتعلق الأمر بشاحنة من نوع ميتسوبتشي، كانت قادمة من غابة أجدير باتجاه فاس عبر طريق بُويْدجُوي، حيث وقعت في الكمين، وتم اعتقال سائقها وتسليمه لمصالح الدرك الملكي التي أوفدت أفرادا منها إلى عين المكان، حيث باشروا تحرياتهم في القضية، وعلم بعد ذلك أن التحقيقات قادت إلى اعتقال صاحب الشاحنة الذي حكم عليه بثلاثة أشهر حبسا، فيما أخلي سبيل السائق الذي لم يكن سوى عامل في السياقة، وكم كانت المفاجأة كبيرة لحظة وقوف المحققين على ما يشير إلى أن الرأس المتورط في عملية التهريب هو من عائلة عون سلطة بآيت بومزوغ بإقليمخنيفرة، وتفيد التحريات أنه كان يسير العملية من غرفة بأحد فنادق المدينة.