أفادت دراسة حديثة أنجزتها كل من المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربةالتصحر ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ووزارة صحة الغابات بفرنسا أن أشجار الأرز بالأطلس المتوسط مهددة بالإندثار نتيجة للتأثير السلبي للرعي المكثف بغابات الأرز. الدراسة هي عبارة عن خلاصة نتائج تشخيص ومراقبة صحة الغابات (حالة منطقة الأطلس المتوسط) وأشارت إلى أن غابات أزرو وآيت يوسي والتي كانت موضوع الدراسة تتعرض للتلف عن طريق الرعي المستمر والقطع غير القانوني للخشب. الدراسة حددت أسباب تدهور الثروة الغابوية في الاستغلال غير المعقلن للمجال الرعوي وهو مايسبب عدم توازن على مستوى الطبقات السفلى الشجرية والعشبية ويؤثر سلبا على دينامية المنظومة الغابوية بالإضافة إلى هجمات طفيلية من طرف حشرات مدمرة وفطريات ضارة تتسبب أحيانا في موتها وتم إجمال التهديد في ثلاث عناصر وهي المرض، الإستغلال المفرط والسرقة ثم القردة. الدراسة توقفت فقط عند العناصر الأساسية للإستغلال غير القانوني لأشجار الأرز، وتغافلت تراخيص الاستغلال المسلمة من قبل الجماعات القروية والتي تعتبر الملك الغابوي موردا ماليا جد هام تبني عليه ميزانيتها السنوية. وبعيدا عن العناصر الواردة في الدراسة فقد أفادت مصادر من إقليمإفران وأزرو موضوع الدراسة أن مساحات شاسعة من غابات الأرز مهددة بالزوال نتيجة للمنطق الجديد لمشروع التقسيم الجماعي والذي يقول بأن لكل جماعة حقها في استغلال الملك الغابوي أي توسيع دائرة المستغلين ممايزيد في استنزاف الثروة الغابوية بالإقليم. وأفادت مصادر من مدينة أرو بأن عملية استنزاف الغابات تتم بشكل يومي وبأن لوبيات الأخشاب أصبحوا لايخشون شيئا خاصة وأنه بالرغم من ضبط مجموعة من الشاحنات محملة بالخشب المهرب وبالرغم من تسجيل محاضر لها في قيادة تمحضيت إلا أنه يتم إطلاق سراحهم وتسلم لهم وثائقهم ليعيدوا الكرة مرات ومرات. لكن الخطير في الأمر وبحسب نفس المصادر فإنه على امتداد الطريق الرابطة بين مدينتي أزرو والراشيدية تم اجتثاثها ولم تبق إلا الأشجار المحاذية للطريق الرئيسية . مساحة غابات الأرز في المغرب والمهددة بالزوال تمتد على مساحة تقدر بحوالي 133 ألف هكتارا موزعة بين منطقة الريف والأطلس المتوسط وشرق الأطلس الكبير الأمر الذي يجعل من حمايتها أكبر تحد على اعتبار أن مافيات الغابة تمكنت من خلق لوبيات للضغط وهو ماجعل مشروع التقسيم الجديد يأخد بعين الاعتبار الزيادة في مجالات استغلال الغابات سواء من طرف حق استغلال ذوي الحقوق أو السمسرات الخاصة ببيع الأخشاب. وإذا كانت الدراسة قد حذرت فقط من خطورة الوضع بمنطقة أزرو فإن الأمر يأخد طابعا أكبر بمناطق أخرى من جهة مكناس تافيلالت فبإقليمخنيفرة يغطي المجال الغابوي أكثر من 40 بالمائة من المساحة الإجمالية، أي بنسبة 526000 هكتارا، ويأتي شجر الأرز من أهم تشكيلاتها (65150 هكتارا) وهي مهددة بالاستنزاف والنهب المنظمين، إضافة إلى الرعي الجائر والقطع غير المشروع والترامي على الملك الغابوي وضآلة الاستثمار في القطاع الغابوي، إضافة إلى الحرائق وأمراض الشجر والطفيليات، ثم الذبول الذي ارتفعت إشكاليته ما بين 15 إلى 30 بالمائة ببعض المساحات الغابوية.