الأرز : رهان استراتيجي من أجل التنمية الجهوية «بإصدار مجموعة من التوصيات التي تؤكد على أهمية حماية شجرة أرز الأطلس ، التي تشكل ثروة حقيقة وذاكرة الملك الغابوي بالمغرب والعالم ، باعتبارأن مساحتها تناهز 133 ألف هكتار في بلادنا أي ما يعادل حوالي %70 من المساحة العالمية ، وقد شارك في هذا الملتقى خبراء من المغرب والجزائر وفرنسا وكندا ولبنان. وتوزعت أشغال اليوم الأول من هذه التظاهرة على تقديم حصيلة وبرنامج البحث والتنمية حول المنظومة البيئية لغابة الأرز، وعرض العناصر الأساسية للاستراتيجية الوطنية الهادفة إلى المحافظة وتنمية هذه المنظومة . وقد أكد عبدالهادي الحافي المندوب السامي للمياه والغابات و محاربة التصحر أن الغابة بشكل عام وشجرة الأرز بشكل خاص ، يجب أن تشكل مصدر فخر بالنسبة للمغاربة، باعتبار أدوارها الاقتصادية والاجتماعية والإيكولوجية والثقافية، مبرزا ضرورة تضافر جهود جميع المتدخلين من مواطنين ومجتمع مدني ومنتخبين وسلطات عمومية، من أجل حماية غابة الأرز الأطلسي وتنميتها وتعزيز مكانتها كثروة إيكولوجية واقتصادية واجتماعية.. وأفاد المشاركون في هذه التظاهرة، أنه بالرغم من المميزات المذكورة، فإن غابات الأرز تخضع لضغوطات متعددة الأشكال ، من أبرزها التغيرات المناخية و الرعي الجائر وخشب التدفئة والذبول و صعوبة التجديد و التشذيب ،وهي العوامل تؤدي حتما إلى تدهور الأنظمة البيئية للأرز. وأكدالمشاركون أنه وعيا منها بالرهان الاستراتيجي لأنظمة الأرز، فقد وضعت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر مخططا للمحافظة وتنمية غابات الأرز، يمتد على الفترة العشرية (2005-2014)، والذي يركز على مشاريع تنموية وتهيئة تشاركية للغابات وإحداث منتزهات وطنية ومحميات طبيعية، تنظيم السكان على شكل تجمعات رعوية غابوية. وتناول المتدخلون مجموعة من المواضيع تهم «تأثير التغيرات المناخية على الأنظمة البيئة للأرز» و«الحالة الصحية للأرز وغابات الأرز » و «تهيئة الغابات والمراعي» و«التجديد الطبيعي والاصطناعي» و«الموارد الوراثية» و«إنتاجية وإنتاج الأرز» و «تثمين المواد الغابوية» وقد وقف المتدخلون عند ما وصلت إليه الأبحاث في ما يخص الأنظمة البيئية وكذا نتائج دراسة أسباب ذبول أشجار الأرز وتجربة التسيير التشاركي، بحيث أن الهدف المتوخى يتمثل في تنمية منظومة الأرز بتشارك مع كل الفاعلين. ويستفاد من المعطيات المقدمة خلال هذه المناظرة أن هذه الغابة تمثل المورد الرئيسي لإنتاج خشب الصناعة، أي بما يعادل %80 من الإنتاج الوطني و%30 من المداخل الغابوية السنوية. كما أنها تؤمن سنويا ما يناهز6,5 مليون يوم عمل وتساهم بمقدار% 47 من ناتج الموارد العلفية الوطنية. و تحتوي هذه الغابة على تنوع بيولوجي متمثل في %35 من الفصائل النادرة والخاصة بالمغرب وكذا %50 من أصناف الثدييات والطيور والزواحف والضفضعيات، و تعتبر أحسن ضمان لتعبئة المياه وحماية التجهيزات، مع العلم أن الأطلس المتوسط يعتبر « خزان ماء» المغرب ونقطة انطلاقة %40 من الموارد المائية السطحية.