أفادت مصادر عليمة أن المندوبية السامية للمياه والغابات بتوفنيت حجزت، أخيرا، حوالي 38 قطعة من شجر الأرز موجهة إلى السوق السوداء، وأن مصالح الدرك الملكي بإملشيل حجزت شاحنة محملة بحوالي 12 طنا من خشب الأرز، موجهة، أيضا، إلى السوق السوداء بتنغير، في واحة ورزازات. وأكدت المصادر ذاتها ل"المغربية" أن أحد المسؤولين بمركز تونفيت له علاقة بالمهربين، إلا أنه، في محاولة للإفلات من المساءلة يوم حجز الكمية المذكورة، استشاط غضبا من العمليتين، واحتج على المسؤولين الكبار بالإقليم حول "تهميشه وعدم المناداة عليه للمشاركة في عملية المداهمة". واستنادا إلى مصادر متطابقة، فإن المسؤول الغابوي التابع لمنطقة "لادكل" يتعرض للتهديدات من طرف مافيا تهريب الخشب، مشيرة إلى أن حياته أصبحت مهددة، خاصة بعد أن اتهم من طرف المتلبسين في عملية تهريب الخشب بأنه أطلق عليهم عيارا ناريا. وذكرت مصادر متطابقة أن أزيد من 102 شجرة أرز بترت وهربت أخشابها، في وقت تتزايد مخاطر الانحباس الحراري، وثقب الأوزون. وأكد محمد عطاوي، رئيس جمعية "تونفيت مستقبل الأرز والأروي"، أن شجرة الأرز ما زالت تتعرض للقطع العشوائي، وأن هناك لوبيا إداريا يستفيد من هذه الأخشاب الموجهة إلى السوق السوداء. وأضاف عطاوي أنه رغم توجه العائدات المالية إلى ميزانيات الجماعات المحلية، فإنها لا تنهج سياسة بيئية وقائية لشجرة الأرز، من القطع العشوائي، الذي تتعرض إليه، ومن السرقات، التي تحدث من حين إلى آخر، موضحا أن "أبطال هذه العمليات هم المستغلون الغابويون، الذين يعتدون على الغابة وأشجارها". في هذا السياق، استنكرت مجموعة من الجمعيات البيئية بقيادة تونفيت هذه السرقات، واستمرار نزيف تهريب الخشب من الغابات، وعلى رأسها جمعية "مستقبل الأرز والأروي"، التي ناشدت المندوبية السامية للمياه والغابات بالتدخل لوقف نزيف سرقة وتهريب شجر الأرز، كما تطالبها بفتح أوراش اجتماعية بيئية، لثني السكان والمهربين عن هذه الأفعال، التي وصفتها بالذنيئة، والتي تهدد النسيج الغابوي والبيئي بالأطلس الكبير الشرقي. كما تلتمس الجمعية نفسها من المؤسسات التي تهتم بمجال البيئة، وعلى رأسها مؤسسة محمد السادس للبيئة، التدخل العاجل لإنقاذ ما تبقى من شجر الأرز في غابات تونفيت، كما فعلت لإنقاذ شجرة الأركان بسوس.