أوقفت عناصر الشرطة التابعة لأمن الجديدة، بحر الأسبوع الماضي، مشتبها به، كان يهم بالركوب على متن سيارة خفيفة من نوع "داسيا لوغان"، كانت استهدفها، منذ أقل من أسبوع، بالسرقة الموصوفة، تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيضوكانت شكلت موضوع برقية بحث، أصدرتها المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالجديدة، وعممتها الإدارة العامة للأمن الوطني، على جميع المصالح الأمنية والدركية بالمغرب. وحسب وقائع الملف، كانت الفرقة الجنائية الأولى بالجديدة، توصلت، أخيرا، بشكاية من المدعو بوشعيب، وتتعلق بسرقة سيارته "داسيا لوكان"، مرقمة بالمغرب. وضمن شكايته ظروف وملابسات سرقتها. وكان استوقف عربته الخفيفة، على مقربة من مسجد القدس، بحي كدية بن إدريس، بعاصمة دكالة، وترك بداخلها ابنه القاصر، وكذا، مفتاحي تشغيلها. وفي تلك اللحظة، مر بالجوار شخص مجهول، باغث القاصر وأرغمه على النزول من السيارة، بعد أن هدده بسكين، كان بحوزته، وشغل محركها، وانطلق بسرعة جنونية، إلى وجهة مجهولة. عند اعتقال المشتبه به ليلا، دخلت الفرقة الجنائية الأولى على الخط، واستقدمته إلى المصلحة الأمنية، ووضعه المحققون تحت تدبير الحراسة النظرية، من أجل البحث والتقديم. وأسفر التفتيش، الذي أجراه المتدخلون الأمنيون، داخل السيارة المسروقة، لحظة ضبطها، عن العثور بداخلها على الأوراق الخاصة بها، وعلى سكينين من الحجمين المتوسط والصغير، وقضيب حديدي، عبارة عن مطرقة، وكذا، شهب اصطناعية، كان حصل عليها عندما كان يشتغل بحريا. وبتنقيطه على الناظمة الإلكترونية، تبين أن الأمر يتعلق بالمدعو يونس، مواليد 1982 بالدارالبيضاء، أعزب، وعاطل عن العمل، وذي سوابق عدلية في عالم الإجرام، وكان أحيل على العدالة سنة 2000، من أجل العنف ضد الأصول، وقضت المحكمة في حقه، بشهرين حبسا موقوف التنفيذ، وبغرامة قدرها 500 درهم. وكانت المحكمة حكمت عليه، ايضا، بسنتين سجنا نافذا، سنة 2002، من أجل السرقة، والتهديد بالسلاح الأبيض، والسكر العلني البين. وسنة 2007، كانت الضابطة القضائية أحالته على النيابة العامة، من أجل التخدير. استمع المحققون إلى القاصر، بحضور والده، وأكد تفصيليا وقائع الحادث، وصرح المتهم يونس، في محضر استماع قانوني، بعد سرد نبذة عن حياته العائلية والاجتماعية، أنه كان يمر، في حدود الخامسة مساء، بمحاذاة مسجد القدس، بحي كدية بن إدريس بالجديدة، وأثار انتباهه سيارة خفيفة من نوع "داسيا لوغان"، كانت بالجوار، وعلى متنها قاصر، وكان مفتاحا تشغيلها معلقين في المكان المخصص لهما، وراودته فكرة سرقة العربة، فأشهر سكينا كان بحوزته، في وجه الطفل الذي كان بمفرده، وكان والده يقضي بعض الأغراض الخاصة. وأجبره على النزول منها، وصعد إليها، وشغل محركها بأحد المفتاحين، وانطلق كالسهم، صوب تجزئة يزة بالجديدة، وترك العربة إلى اليوم الموالي. وقام ثانية بتشغيلها، في اليوم الموالي، وتوجه إلى منتجع سيدي بوزيد، ومنه إلى الدارالبيضاء. ونفذ وقود الخزان، ما اضطره لبيع رافعة العجلات، والعجلة الاحتياطية للسيارة المسروقة، إلى شخص يجهله، في سوق القريعة، بدرب السلطان. وتوقف بمحطة للبنزين، وسلم أحد مفتاحي السيارة إلى المشرف عليها، وزوده بكمية من البنزين، بقيمة 200 درهم، ولاذ إثر ذلك بالفرار، بعد أن استعمل في تشغيل العربة، المفتاح الثاني، الذي ظل يحتفظ به. وألحق بالسيارة خسائر مادية، وكان ينوي بيعها. وفي طريق العودة إلى عاصمة دكالة، مر عبر مدينة أزمور، وصادف شخصا يدعى طارق، كان واقفا بمحطة الحافلات، في انتظار قدوم وسيلة للنقل، ونقله على متن السيارة المسروقة، بعد أن أشار إليه بذلك. وعند الوصول إلى الجديدة، طلب المتهم من مرافقه الذي يجهله، تناول وجبة خفيفة، بمطعم كائن بتجزئة سيدي موسى، بعد أن وعده بنقله إلى الوجهة التي يرغب التوجه إليها. وبينما هما على هذا الحال، إذا بعناصر شرطة القطاع توقفهما، بعد أن تبين لها أن السيارة مسروقة، وتشكل موضوع برقية بحث. ووضع المحققون المتهم ومرافقه، تحت تدبير الحراسة النظرية. واتضح خلال التحريات أن المشتبه به يونس قام بفعلته بمفرده، وأن مرافقه لا علاقة له بذلك. وفور استكمال إجراءات البحث، أحالته الضابطة القضائية، في حالة اعتقال، على الوكيل العام بمحكمة الاستئناف "الدرجة الثانية" بالجديدة، من أجل السرقة الموصوفة، تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض.