دعا وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير, أمس الأربعاء، إلى إجراء تحقيق دولي "ذي مصداقية", وسريع حول الهجوم الإسرائيلي على قافلة المساعدات التي كانت متجهة إلى قطاع غزة, مشيرا إلى أن الحديث عن عقوبات "يجب أن يكون بعد إجراء التحقيق".تطهرات التنديد ضد الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية متواصلة وردا على سؤال لإذاعة "ار تي ال" حول عقوبات محتملة يفرضها المجتمع الدولي على إسرائيل, أكد كوشنير أن "فرنسا ترغب في أن يجري تطبيق إعلان مجلس الأمن الدولي الذي جرى التصويت عليه بالإجماع, بالكامل". وأضاف " طالبنا بإجراء تحقيق ذي مصداقية. ويجب أن يجري ذلك بشكل سريع جدا ويعود إلى الأمين العام للأمم المتحدة اختيار شكله (..) فليختر الصليب الأحمر أو أي شكل آخر, اتخاذ قرار بأسرع وقت". وتابع "أي عقوبات ولماذا؟ يجب أن نعرف قبل ذلك الوقائع وسنعرفها" وذلك ردا على سؤال عن موقفه من المطالبة بعقوبة دولية في حق إسرائيل, اثر العملية التي نفذتها في المياه الدولية قبالة قطاع غزة, مضيفا "يجب أن يجري اتخاذ قرار بعد التحقيق". وأشار كوشنير إلى أنه "لا أحد يملك حق التدخل" في المياه الدولية "هذا مضر جدا بصورة إسرائيل (..) لقد قلنا بصوت عال موقفنا من هذه العملية". وقال"لا تعتقدوا أنني أقلل من خطورة ما جرى. بالعكس اعتقد انه هفوة بالغة الخطورة إن لم يكن خطأ وذلك سواء في ما يتعلق بفكرتنا عن العمل الإنساني, مع أن العمل الإنساني يمكن أن يناقش في هذه العملية, أو بشأن فكرتنا عن ضرورة الاستمرار في عملية السلام". وكرر بشأن إسرائيل "إننا إزاء شكل خاص جدا للدولة ويجب أن لا ننسى كيف أقيمت هذه الدولة, لكن ذلك يجب أن لا يعني الإفلات من العقاب". وذكر بأن فرنسا "لم تؤيد البتة تدخل الجيش الإسرائيلي في غزة ولا الحصار" المفروض على القطاع. من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الإيرلندي بريان كوين أمام البرلمان "إذا تعرض أي من مواطنينا لأي أذى فسيكون لذلك عواقب وخيمة للغاية". وقال وزير الخارجية مايكل مارتن إن اثنين من الايرلنديين السبعة المشاركين في الأسطول نقلا إلى مطار بن غوريون بعدما وقعا إقرارا بالموافقة على الترحيل الفوري، في حين نقل الآخرون إلى مركز احتجاز وسيرحلون في وقت لاحق. من ناحيته، قال مارتن في بيان إن "الأفراد السبعة المعنيين لم يدخلوا إسرائيل بشكل غير مشروع، وإنما خطفوا من المياه الدولية في واقع الأمر وأخذوا إلى إسرائيل وطلب منهم توقيع وثائق تؤكد أنهم دخلوا بشكل غير مشروع.. هذا أمر غير مقبول مطلقا". وقال كوين إن إيرلندا تدعو أيضا إلى السماح للسفينة راتشيل كوري -وهي سفينة معونة أخرى- بإكمال رحلتها إلى غزة. من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في بروكسل "تضامن" بلاده مع "الشهداء" الذين سقطوا في الهجوم العسكري الإسرائيلي على الأسطول الإنساني الدولي الذي كان متجها إلى قطاع غزة. وقال متكي في كلمة أمام مركز الأبحاث الأوروبي "يوروبيان بوليسي سنتر" "دعوني اعبر عن تضامننا مع الشهداء, الذين سقطوا في (مهمة) مساعدة إنسانية للفلسطينيين المحاصرين في غزة منذ زمن طويل". وأضاف " سقطوا ضحية الأعمال الهمجية للفرق الخاصة الإسرائيلية" شاكرا "أوروبا والعالم اجمع" على "الردود القوية" على هذا الهجوم الإسرائيلي. واعتبر الوزير الإيراني أيضا أن هذه القضية "تتيح إمكانية" جديدة للضغط من اجل رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة لمساعدة سكانه "المحتاجين إلى الدواء وإلى المساعدات الإنسانية". وطالب المجتمع الدولي بتحقيق محايد في التدخل الإسرائيلي، الذي أدى إلى مقتل تسعة مدنيين من ركاب السفن.