بناء على طلب من لبنانوتركيا ، بدأ مجلس الأمن الدولي مساء الاثنين اجتماعا طارئا علنيا لبحث الهجوم الإسرائيلي على سفن أسطول الحرية والذي أسفر عن مصرع 19 ناشطا وإصابة 50 آخرين . وعشبة بدء الاجتماع ، دعت المجموعة العربية فى مجلس الأمن إلى ضرورة الافراج الفوري عن كل المعتقلين الذين كانوا على متن "أسطول الحرية" بعد أن قامت قوات الاحتلال بمهاجمته فجر الاثنين . وتأتي التطورات السابقة بعد أن أعلن مكتب نتنياهو في وقت سابق الاثنين عن إلغاء اللقاء الذي كان مرتقبا بين رئيس الحكومة الإسرائيلية والرئيس الأمريكي باراك أوباما الثلاثاء . وجاء في البيان أنه تم اتخاذ القرار بسبب تطورات الهجوم الإسرائيلي على سفن أسطول الحرية ، وكانت قوات البحرية الإسرائيلية مدعومة من قوات كوماندوز جوية هاجمت فجر الاثنين أسطول الحرية ، مما أسفر عن سقوط 19 قتيلا و50 جريحا بينهم رئيس الحركة الاسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح الذي خضع لجراحة خطيرة بعد إصابته ، فيما لا يزال الغموض يحيط بمصير النشطاء الذين تم سحبهم إلى ميناء اشدود الاسرائيلي وهو الأمر الذي أثار عاصفة غضب عالمية . غضب تركي وجاءت أول ردود الأفعال الغاضبة من قبل تركيا التي أعلنت سحب سفيرها لدى إسرائيل وإلغاء ثلاث مناورات عسكرية كانت مقررة قريبا . وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج :"تم سحب سفيرنا لدى إسرائيل وأيضا الاستعدادات لإجراء مناورات عسكرية مشتركة مع إسرائيل تم الغاؤها "، كما توجه وزير الخارجية أحمد داوود أوجلو إلى نيويورك لطلب عقد جلسة عاجلة للجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث العدوان الإسرائيلي. وقطع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان زيارته إلى أمريكا اللاتينية وعاد إلى أنقرة لبحث سبل الرد على الهجوم الإسرائيلي الذي يتوقع أن يزيد التوترات المشتعلة بين أنقرة وتل أبيب منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية 2008. وتقرر أيضا وقف الرحلات البحرية السياحية بين تركيا وإسرائيل بسبب هذا العدوان لأجل غير مسمى ، ويبرر بركان الغضب التركي ما كشفته معلومات من أن إسرائيل استهلت هجومها الوحشي بسفينة "مافي مرمرة" التركية التابعة لأسطول كسر الحصار، مما كبد تركيا وحدها 15 شهيدا من أصل 19 سقطوا في هذا الهجوم ، حسبما ذكرت هيئة إغاثية تركية . وأعلنت اليونان أيضا استدعاء السفير الإسرائيلي ، كما قامت بتشكيل لجنة طوارئ لمتابعة العدوان الإسرائيلي على سفن أسطول الحرية، خاصة وأن من بين المتضامنين نواب يونانيون. وألغت اليونان مناورات "مينواس 2010" المشتركة مع إسرائيل والتي كانت قد بدأت الثلاثاء في جزيرة كريت، كما تم إلغاء زيارة لقائد سلاح الجو الإسرائيلي . وتبنت الخارجية الإسبانية الموقف ذاته حيث استدعت إسبانيا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي السفير الإسرائيلي لطلب توضيحات بعد الهجوم على سفن الإغاثة المتوجهة إلى غزة. وبدورها ، وصفت السويد الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية بأنه "غير مقبول بتاتا" ، فيما انتهجت الدنمارك ذات الخطوة وقامت بسحب سفيرها. أسف أمريكي وفى نفس السياق، أعلن البيت الأبيض أنه "متأسف جدا" لوقوع خسائر بشرية وإصابات في الاشتباكات لدى قيام القوات الإسرائيلية بتنفيذ عملية خاصة ضد "أسطول الحرية" ، فيما رجحت مصادر أن هناك خمسة أمريكيين على متن الأسطول. وقال وليام بيرتون المتحدث باسم البيت الأبيض إن : "الولاياتالمتحدة تأسف جدا لوقوع خسائر بشرية وإصابات وتعمل حاليا على التحقيق في ملابسات هذه المأساة". تحقيق عاجل من ناحية أخرى، دعا بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق مستفيض بهذا الشأن، معربا عن إصابته بالصدمة جراء هذا الحادث. كما طالبت كاثرين آشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي السلطات الإسرائيلية بإجراء "تحقيق شامل" حول الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي ضد "أسطول الحرية"الذي أوقع حوالي 19 قتيلاً. وقال متحدث باسم آشتون إنها "تعبر عن تعاطفها مع عائلات القتلى والجرحى وتطالب بأجراء تحقيق شامل في الظروف التي وقع فيها هذا الحادث". وأضاف أنها "تؤكد موقف الاتحاد الأوروبي حيال غزة، والقائل بان استمرار سياسة الحصار غير مقبولة وتأتي بنتيجة عكسية على الصعيد السياسي". صدمة غربية وأعربت بريطانيا عن أسفها لهجوم إسرائيل على "أسطول الحرية" ، حيث قال وليام هيج وزير الخارجية البريطاني إن "سفارتنا على اتصال دائم مع الحكومة الإسرائيلية. وطلبنا معلومات عن المواطنين البريطانيين الذين كانوا موجودين هناك". وفي فرنسا ، أدان الرئيس نيكولا ساركوزي ما اسماه الاستخدام "غير المتكافئ" للقوة في الهجوم الإسرائيلي على "أسطول الحرية، وكذلك أدان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر الاعتداء وطالب بتحقيق فوري في الأمر ، قائلا :" أنا مصدوم للغاية من العواقب المأساوية للعملية العسكرية الإسرائيلية ضد قافلة الحرية المتجهة لغزة" ، مضيفا "ليس هناك ما يبرر استخدام العنف بهذا الشكل والذي ندينه، يجب أن يسلط الضوء على ملابسات ما حدث بالكامل ونود أن يكون هناك تحقيق شامل دون تأخير". ومن جانبها ، أكدت ايطاليا وجود بعض رعاياها على متن سفن "أسطول الحرية" ، لكنها أعلنت أنهم لم يتعرضوا لنيران القوات الإسرائيلية. وقالت مصادر بوزارة الخارجية الايطالية في تصريح لوكالة الأنباء الايطالية "أنسا" :" هناك 5 ايطاليين بين الناشطين على متن الأسطول الذي كان يحاول الوصول إلى غزة وأوقفته القوات الإسرائيلية". وذكرت الخارجية الايطالية أن السفارة الايطالية في إسرائيل أوفدت بعض موظفيها إلى ميناء حيفا حيث ينتظر أن يصل الأسطول الذي يتألف من سبع سفن استولت عليها البحرية الإسرائيلية "للتحقق مباشرة" من حالة الايطاليين. غضب عربي وعلى صعيد ردود الأفعال العربية ، استدعت وزارة الخارجية المصرية السفير الإسرائيلي بالقاهرة يتسحاق ليفانون لإبلاغه احتجاج مصر الشديد على التعامل مع قافلة أسطول الحرية التي كانت متوجهة إلى قطاع غزة عبر البحر، طالبة منه نقل رسالة الاحتجاج إلى الحكومة الإسرائيلية في تل أبيب. وصدر بيان صادر عن الرئاسة المصرية استنكر فيه الرئيس محمد حسنى مبارك استهداف أسطول الحرية ، قائلا :"نستنكر لجوء إسرائيل للاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة وما أسفر عنه من ضحايا أبرياء". وأكد "تضامن مصر شعبا وحكومة مع أهالي غزة" ، مشيرا إلى أهمية المصالحة الفلسطينية باعتبارها الطريق لرفع الحصار وإنهاء المعاناة الإنسانية لسكان القطاع. كما أعلنت الحكومة الأردنية أنها استدعت القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في عمان وسلمته رسالة احتجاج على الاعتداء الإسرائيلي على قافلة الحرية . وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية نبيل الشريف في مؤتمر صحفي : "ما قامت به القوات البحرية الإسرائيلية من استهداف للمدنيين في عرض البحر هو جريمة بشعة ومرفوضة ومدانة... لا شيء مطلقا يبرر استخدام القوة ضد المدنيين في هذه المهمة الإنسانية ".