اجتمع أقطاب "تحالف التجمع الدستوري الموحد"، أول أمس الأربعاء، حتى وقت متأخر من الليل، في الفيلا رقم 412، بحي "لاسيتي" الراقي بالقنيطرة، في ضيافة القيادي بحزب الاتحاد الدستوري، إدريس الراضي، للرد على التصريح الحكومي للوزير الأول، وصياغة خطة جديدة للتعاطي مع عمل الحكومة، من موقع حزبي الأحرار والدستوري في الساحة السياسية. وشارك في إعداد ما سمي ب"الخطة الجديدة"، لتعاطي تحالف التجمع الدستوري الموحد مع الحكومة، وزراء في حكومة عباس الفاسي، على رأسهم رئيس الأحرار، وزير المالية، صلاح الدين مزوار، وعزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، ومنصف بلخياط، وزير الشباب، وأنيس بيرو، كاتب الدولة في الصناعة التقليدية. وكلف رشيد الطالبي العلمي، القيادي بالأحرار، ورئيس فريق التجمع الدستوري الموحد بمجلس النواب، وفق "الخطة الجديدة"، بتدبير تعاطي الفريق مع العمل الحكومي على مستوى التشريع والمراقبة من موقع الموالاة، فيما أنيطت المهمة نفسها بالراضي، رئيس الفريق ذاته بمجلس المستشارين، لكن بمنطق المعارضة. وبرز، من خلال معطيات توصلت إليها " المغربية"، أن قيادة التحالف خلصت إلى جعل وجهه الأول بالغرفة الأولى، بقيادة الأحرار، في صف فرق الأغلبية المساندة للتصريح الحكومي الاخير ب"المطلق"، وجعل الوجه الثاني للتحالف، بالغرفة الثانية، بقيادة الدستوريين، في صف المعارضة "البناءة"، حسب نعتهم. وهاجم محمد أبيض، الأمين العام للاتحاد الدستوري (المعارض)، الوزير الأول، عباس الفاسي، لعدم مباركته مبادرة حزبي الأحرار والدستوري نحو التحالف، إذ قال، وهو محاط بأقطاب حزبه، كالراضي، وعمدة الدارالبيضاء، محمد ساجد، إن " الوزير الأول لم يكلف نفسه عناء استقبال قيادة حزبين استجابا لنداء فرز التقاطبات". وأضاف "اكتفى الوزير الأول بتوجيه استدعاء لي، شبيه باستدعاء الكوميسارية/ كأمين عام حزب، عندما دعا أحزاب الأغلبية الحكومية إلى لقاء تنسيقي، وهذا ما قاطعناه، بطبيعة الحال". وخطب أمين الدستوريين في حضور تميز "بإنزال" لبرلمانيين عن تحالف التجمع الدستوري الموحد، فاق عددهم 70 برلمانيا، قائلا "نساند وزراء الأحرار في الحكومة، ولا شأن لنا مع باقي مكوناتها، لذلك سنعارض، كحزب في المعارضة، ما نراه لا يخدم الصالح العام". وقال صلاح الدين مزوار، في كلمة موجزة، إن "التحالف بين الحزبين يوجد في الطريق الصحيح، والمرحلة، كما تقتضي التنسيق بين مكونات التحالف، تقتضي الدفع في اتجاه تشكيل قطب ليبرالي كبير، في أفق الاستحقاقات المقبلة"، ما يعني أن الأحرار، كحزب في الحكومة، راض عن تقسيم الأدوار بينه وبين حليفه الدستوري في البرلمان. وكرم إدريس الراضي، القيادي التجمعي، المعطي بنقدور، رئيس الفريق التجمعي بمجلس المستشارين، قبل أن يترأس الغرفة الثانية، ثم يخسر رئاستها أمام محمد الشيخ بيد الله، أمين حزب الأصالة والعاصرة. كما كرم الدستوري، الشاوي بلعسال، رئيس فريق الاتحاد الدستوري بمجلس النواب، على"تضحيتهما بمنصبيهما، لإنجاح تحالف التجمع الدستوري الموحد"، وفق الراضي، الذي دعا ضيوفه إلى موائد الكباب، وفواكه البحر والبر.