يجمع العديد من المهتمين بقضايا الناس على أن ظاهرة "العين" أو "التقواس"، أو "التابعة" أو غيرها من المصطلحات المستعملة لإظهار أن هناك متابعة لاصقة لكل خطواتنا بسبب ترصد البعض لتصرفاتناينجم عنها الفشل في الحصول على شغل أو التوفق في مهام ما أو الزواج بالنسبة للشباب، أو إصابة فتاة جميلة بذبول جمالها مع الوقت، وفشلها الدراسي وكثرة أمراضها النفسية والجسدية، ما يجعل العين تقف سدا منيعا أمام الوصول إلى المبتغى. وقد يكون هذا التصور خاطئا، ولا يعد سوى أوهام وإلصاق فشل ما على شماعة العين وما يسير في هذا الاتجاه، هذا ما ذهب إليه علي كشاني، أستاذ باحث، بقوله، إن هناك إفراطا في تطبيق مفاهيم العين والحسد، وتأثيرهما على مختلف مناحي الحياة النفسية والاجتماعية، ما يؤدي إلى فهم خاطئ للأسباب والمشكلات، وبالتالي ازدياد تعقيدها وتطورها"، مضيفا أن "العين أو "التقواس" على حد التعبير الدارجي "أصبح لازمة في مجتمعنا نستعملها كلما أخفقنا في مجال اشتغالنا وتدبيرنا، الشيء الذي يكرس الكسل، وعدم الشعور بالمسؤولية والركوب على الخواء". من جانبه، اعتبر سمير باعدي، فاعل جمعوي، أن الجهل العام والابتعاد عن الفهم التضرع بالعين في كل مرة، "هو نوع من الإحباط النفسي والاستسلام للتشاؤم"، عكس ذلك اعتبرت رقية الشاوي، باحثة في علم الاجتماع، أن العين "حاضرة في مجتمعنا، وأن لها تأثيرا شئنا أم أبينا على تصرفات عدة في ذواتنا"، وما من شك تقول المتحدثة أن كل منا "يراقب باحتراس ما يقوم به الآخرون، ويعمد إلى إخفاء كل ما يقوم به حتى لا يقع ضحية العين، إلى درجة أن هناك الكثير من الرموز تستعمل لصد هذه المتابعة اللصيقة، التي يمكن أن تخل بسيرنا العادي". وأبرزت الباحثة الاجتماعية، أن النساء "يعطين للعين أهمية قصوى ويعتبرنها قاعدة في جميع المقاربات باستثناءات قليلة"، وذهبت إلى أن "العين لها حضور في مقارباتنا للأشياء، لكن ما لا يجب أن نقع في مغبته هو أن نضعها في الحساب، ونحسب بها كل صغيرة وكبيرة، كما لا يحق أن نظل مكتوفي الأيدي، معتبرين أن كل ما سنقوم به سيكون مسألة "العكس""، فالحديث عن "التقواس" تقول محدثتنا "لم يعد يفارق خطاباتنا اليومية، الشيء الذي يبرز أننا نفتقر إلى العزيمة والإرادة وقوة التغلب على الإخفاقات"، وهذا ما فسرته العديد من مصادرنا إلى كون العديد من الأسر "تعتبر فشل أبنائها في الحصول على عمل أو نجاح في الدراسة هو مرتبط بعين تراقبه عن كتب، في الوقت الذي يجب أن تستحضر أسباب التراجع، وتقو بنقد ذاتي لتصرفاتها وماهية الأخطاء، التي أدت بأبنائها الوقوف في منتصف الطريق، فإذا كانت العين حقا فأن نكون ملحين في مطلبنا وجادين في عملنا، هو حتمية من أجل إثبات الذات". وفي الآن ذاته، أكد يوسف أبعير، طالب جامعي، أنه علينا أن نشمر على سواعدنا ونخرج من دائرة الشك في محيطنا ومن يلاحقوننا، ونبادر إلى البحث والتنقيب على كل ما نريده، وعدم الارتكان إلى الأوهام أن فلانا يتابعنا وفلانة تلاحقنا حيث نحن، فالإرادة والدود على تحقيق المبتغى هو مخرجنا الوحيد لتجاوز هذه الأفكار المتحجرة، التي ترسم صورة قاتمة على مستقبلنا". وأبرز المتحدث أننا في مرحلة حياتية "لا ترحم وتحتم علينا أن نلغي من تفكيرنا المقاربات الماضوية، ونستدير ظهرنا إلى كل الأفكار السيئة، التي تمتلكنا قبل أن نبتدئ مسارنا".