وصف المخرج والناقد السينمائي المصري، أحمد عاطف، الفيلم المغربي "الرجل الذي باع العالم" للمخرجين سهيل وعماد نوري، أنه من "أسوأ الأفلام التي من الممكن أن تراها بحياتك". المخرج والناقد المصري أحمد عاطف (خاص) ورغم مشاركة الفيلم المقتبس عن رواية العملاق الروسي دوستويفسكي "قلب ضعيف"، في مهرجانات دولية، وفوز الممثل المغربي سعيد باي بجائزة أحسن ممثل عربي في الدورة السادسة لمهرجان دبي السينمائي، تقديرا له عن دوره في الفيلم، أضاف عاطف، الذي حل ضيفا على مهرجان طنجة الوطني، الذي اختتمت فعالياته، أخيرا، في مقال، نشرته جريدة الأهرام المصرية حمل عنوان "في طنجة.. الأسطورة تعانقت مع الفن!" أن جمهور مهرجان طنجة "تنفس الصعداء، بعد ما لم يحصل الفيلم المغربي الوحيد، الذي شارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي التاسع للفيلم بمراكش، على أي جائزة". وبخصوص الأفلام المتوجة، أثنى الناقد المصري، على فيلم "البراق" للمخرج محمد مفتكر، الذي حصل على خمس جوائز لأفضل فيلم وتصوير وصوت وموسيقي وتمثيل نسائي لممثلتيه الرئيسيتين السعدية لديب، وماجدولين الإدريسي، واصفا إياه ب "الفيلم ينتمي للمدرسة الرمزية، حيث تحتل الحدوتة البسيطة مساحة صغيرة من الأحداث، مضيفا في المقال ذاته، "لا شك أن الفيلم هو أكثر فيلم أعجب جمهور المهرجان، بل والنقاد أيضا، الذين منحوه هذه الجوائز"، رغم أنه سمع بعض المخرجين المغاربة المتنافسين، ينتقدون الفيلم بقولهم إنه "مجرد قفزة في الهواء.. ومحاولة فنية غير مكتملة أو رمزية فجة تتخلى عن روح السينما". كما وصف عاطف فيلم "المنسيون" للمخرج حسن بن جلون، الذي حصد أكثر من جائزة، أنه "رؤية جريئة لسينمائي قوي يدين الغرب ولا يمالئه كنسبة كبيرة من السينمائيين الذين كل هدفهم العرض في المهرجانات الدولية". من جهة أخرى، عبر عاطف عن اندهاشه من اختيار أجانب لرئاسة لجنتي تحكيم المهرجان، ويتعلق الأمر بكل من الإفواري تيميتي باسوري، الذي ترأس لجنة تحكيم الفيلم الطويل، والفرنسية مارتين زيفور، التي ترأست لجنة تحكيم الفيلم القصير، رغم أن المناسبة وطنية مائة في المائة، ملاحظا أيضا، أن كل عروض المهرجان كانت تقام بقاعة واحدة هي سينما "روكسي". ورغم ملاحظاته حول المهرجان، أكد أحمد عاطف أنه أمضى أياما جميلة ورائعة بطنجة، التي احتضنت المهرجان الوطني للفيلم، الذي وصفه بالإيجابي والناجح. وعزا نجاح المهرجان، إلى مدينة طنجة، التي اعتبرها "مدينة أسطورية، وأحد الأبواب الرئيسية للمغرب، التي تطل على إسبانيا وقارة أوروبا بموقعها الفريد، الذي يلتقي فيه البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي"، مشيرا إلى مآثرها التاريخية، خصوصا "مغارة هرقل"، مذكرا بتمازج الثقافات وتعايشها بهذه المدينة، التي اعتبرها أساس المهرجان. يذكر أن نتائج المهرجان الوطني للفيلم خلفت العديد من ردود الفعل، خصوصا من لدن بعض المخرجين المغاربة، الذين عبروا عن استيائهم من لجنة التحكيم، كما خلف فيلم "الرجل الذي باع العالم"، منذ عرضه في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش، ردود أفعال متبيانة، خصوصا تلك التي وصفته بالإغراق في الرمزية، والتجريد. ويقدم الفيلم اقتباسا معاصرا للرواية الكلاسيكية الشهيرة "قلب ضعيف" للكاتب الروسي الكبير فيدور دوستويفسكي، في حبكة جريئة وإخراج مشترك، وأداء مؤثر من الممثل سعيد باي، وفهد بنشمسي، وأودري مارناي، ولطيفة أحرار، وحسن مضياف، وحكيم نوري، وسامية برادة. وتدور أحداث الفيلم في تاريخ مجهول بمدينة مجهولة وبلد مجهول، مزقته الحرب وتحمل بعض شخوصه الأحرف الأولى من الأسماء فقط، إيغالا في الغموض والتشويق. ف"إكس" و"ناي" شابان زميلان في العمل ويتقاسمان المسكن نفسه، تربط بينهما علاقة صداقة قوية جدا، ويتلخص عملهما في نسخ وثائق إدارية بأحد المرافق الوزارية. وعلى بعد أيام من السنة الجديدة، يكشف "إكس"، الذي يحيل على شخص مجهول الهوية، ويعاني إعاقة في رجله، ل"ناي" عشقه ل"ميمي"، التي تبادله المشاعر ذاتها. ورغم أن "إكس"، الذي يؤدي دوره سعيد باي، ابتسمت له الدنيا بحب سعيد وزواج مرتقب، وحياة رغيدة طويلة لا يعكر صفوها شيء، إلا أنه يعجز عن تقبل ما ينتظره من مستقبل واعد ويبدأ بالانحدار في دوامة من الكوابيس، التي تجره إلى الجنون بالتدريج. وأوضح سهيل وعماد نوري، في أن الفيلم يتناول "إشكالية الخوف من الفرح والسعادة، بعد تاريخ من المعاناة"، من خلال قصة شخص لم يصدق أنه سيصبح سعيدا. واعتبر المخرجان موضوع الفيلم "صعب ومعقد إلى حد ما"، وبسبب ذلك "يصعب أن يتفق الجميع حول مضمونه"، مذكرين بأنهما اتفقا على عنوان الفيلم، المقتبس من أغنية معروفة، من خلال اقتراح عدة عناوين، كما اتفقا على العنوان المناسب للقصة.