قال المخرجان المغربيان الأخوان سهيل وعماد نوري، إن فيلم «الرجل الذي باع العالم « الذي عرض يوم الأحد الماضي، ضمن المسابقة الرسمية للدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش «دعوة للتأمل في المعنى الحقيقي السعادة». وأوضح سهيل وعماد نوري، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الفيلم يتناول «إشكالية الخوف من الفرح والسعادة بعد تاريخ من المعاناة» وذلك من خلال قصة شخص لم يصدق أنه سيصبح سعيدا. واعتبر المخرجان أن موضوع الفيلم «صعب ومعقد إلى حد ما» ،وبسبب ذلك «يصعب أن يتفق الجميع حول مضمونه»، مذكرين بأنهما اتفقا على عنوان الفيلم، المقتبس من أغنية معروفة، من خلال اقتراح عدة عناوين كما اتفقا على العنوان المناسب للقصة. وأعربا بالمناسبة، عن اعتزازهما لكون هذا العمل الفني المغربي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش إلى جانب أربعة عشر فيلما من دول أخرى مختلفة. وأضافا أن الفيلم المقتبس من رواية «قلب ضعيف» للروائي فيدور دوستويفسكي «نابع من عشقنا لأعمال هذا الكاتب الروسي الكبير»، مشيرين إلى أن «الفيلم ، الذي يشكل فرصة لتعرف الجمهور المغربي الواسع على كتابات دوستوفسكي، وفي لفكرة العمل الأصلي للكاتب». وأكدا أنه من المهم جدا أن يكون الاقتباس عن كاتب كبير كدوستويفسكي الذي ناقش في مجمل أعماله الأدبية عمق النفس البشرية، مشيرين إلى أنه «من الطبيعي أن تكون هناك شريحة من الجمهور لها حساسية إزاء هذا الكاتب، وإزاء الإشكالية التي يطرحها الفيلم». واعتبرا «المهارة الأدبية الفائقة لدوستوفسكي والطموحات الروحية لأبطاله والنزعة الإنسانية التي تميز رواياته الضمانة الكفيلة بشهرة هذا الكاتب التي لم تخب مع مرور الأيام». وطرح المخرجان علامة استفهام حول عدم قيام المخرجين المغاربة بالخصوص ،والعرب عموما ،باقتباس روايات عالمية تركت بصماتها الواضحة في عالم الأدب على غرار ما يقوم به المخرجون الأوروبيون والأمريكيون بالنسبة للكتاب الهنود واليابانيين مثلا. وبخصوص إدارة الممثلين، اعتبرا أن ما يهمهما، بالرغم من تجربتهما الفتية في المجال السينمائي، هو أن يعطي الممثل أفضل ما لديه ، معربين عن طموحهما بعد إنجاز هذا العمل المقتبس في إنجاز عمل أصلي. ومن جهته، قال المخرج حكيم نوري ، إن سهيل وعماد «نجحا بشكل كبير في إدارة الممثلين لأن المخرج لديه مهمتان أساسيتان أولاهما تقنية وثانيتهما إدارة الممثل وذلك من خلال قدرته على جعل الممثل ذي مصداقية»، مشيرا إلى أن الاقتباس عن رواية دوستوفسكي تطلب أزيد من سنة ونصف من العمل المتواصل.