لم يحظ الفيلم المغربي الرجل الذي باع العالم لمخرجيه الأخوين سهيل وعماد نوري بعد انتهاء عرضه ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش باهتمام المفترجين. فبعد دقائق من بدء الفيلم شوهد عدد منهم وأغلبهم من الشباب يلعبون بحواملهم النقالة، فيما فضل عدد آخر الانسحاب من القاعة، سواء بسبب اللغة السينمائية المعقدة، أو بسبب المشاهد الجنسية التي تخللته إلى حد إبراز الأعضاء التناسلية، وقالت مصادر مطلعة إن تلك المشاهد اضطرت المخرجين إلى اختيار ممثلة غربية وعارضة أزياء بسبب إعراض عدد من الفنانات المغربيات عن تمثيل الدور. كما استنكر متفرجون ما جاء على لسان البطلة في أحد مشاهد الفيلم بقولها الله ليس له الوقت لسماع دعوات أمها، وهو مشغول بعزلته. وقال ناقد سينمائي إن الفيلم محاولة من المخرجين لإضفاء نمط جديد على السينما المغربية من خلال اختيار الزوايا وتحرك السينما واستعمال تقنية الفيد الباك ودخول عالم المجهول، وأكد أن المتخصصين وحدهم قادرون على فهم بعض أبعاد الفيلم، فيما سيلاقي نفورا من عموم الجمهور في القاعات السينمائية. وفضل عدد من الفنانين المغاربة عدم التعليق على الفيلم، وقال أحدهم ضاحكا راه أب المخرجين صاحبي، واش بغيتيني نخسر معاهم، وبعبارة أخرى قال الفيلم لا يستحق الدخول في المسابقة، مشيرا أن المعايير المعتمدة لم تعد واضحة. ويفهم عدم تقبل الفيلم من قبل الجمهور والفنانين الذين انتظروه كثيرا وعمت بينهم خيبة أمل كبيرة، حين عرف أن المخرجين أنفسهما قالا عند نهاية عرضه إنه صعب ومعقد إلى حد كبير، فيما قال ناقد سينمائي فضل عدم ذكر اسمه إن التجربة مهمة لكنها في بدايتها، مشيرا أن المخرجين أرادا استغلال البعد العالمي، لأجل كسب ثقة لجان التحكيم في المهرجانات الدولية، أولا حين اختارا قصة اقتباس قصة الفيلم من الرواية المعروفة قلب ضعيف للروائي الروسي الكبير فيدور دوستوفسكي المثير للجدل، وثانيا حين اختار عنوان الفيلم بلغة إنجليزية، وهو العنوان نفسه لأغنية أمريكية مشهورة. واختار المخرجان أن تدور أحداث الفيلم بأبطال مجهولي الهوية يسمى أحدهم إيكس ، في زمن مجهول ومدينة مجهولة مزقتها الحرب، ويدخل بطل الفيلم الذي يعاني من اعوجاج في قدمه في دوامة كبيرة قادته إلى الجنون بعد ربط علاقة مع فتاة غربية أعطاها المخرجان اسما غير مجهول هو ميمي، إذ لم يصدق البطل إمكانية الحصول على حب في زمن مدمر، فبدأ يتصرف بشكل غريب وغير مفهوم، ويشك حتى في أعز أصدقائه الذي يتقاسم معه الغرفة ويعمل معه في مكتب لنسخ وثائق إدارية. و في المقابل لقي الفيلم المكسيكي شمالا2009 اعجابا كبيرا من قبل المتفرجين والنقاد، حيث يحكي حالة انسانية فريدة بتقنية بسيطة دون اللجوء الى حشو الفيلم ببلقطات ماسخة. والفيلم الذي عرض يوم الأحد 6 دجنبر 2009 بقصر المؤتمرات للمخرج المكسيكي ريكوبيرطو بيريزكانو، ضمن أفلام المسابقة الرسمية في المهرجان الدولي التاسع للفيلم بمراكش ، يحكي الفيلم، على مدى 93 دقيقة، قصة أوندريس الشاب المكسيكي الذي يسعى إلى عبور الحدود الشمالية لبلاده من أجل الوصول إلى الولاياتالمتحدة.