أحالت عناصر الدرك الملكي بإقليمقلعة السراغنة، صباح أمس الخميس، طالبا متهما بقتل والده، وإلقاء جثته في إحدى الساقيات، على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش، بعد تمثيل وقائع الجريمة، ومتابعته بتهمة القتل العمد وتضليل العدالة. وأفادت مصادر محلية، نقلا عن مصادر أمنية "المغربية"، أن المتهم، 19 عاما، طالب يتابع دراسته بمعهد التكنولوجيا التطبيقية، قتل والده ليلة الأحد الماضي، بسبب رفض الأخير منحه المال لاقتناء الأقراص المهلوسة، إذ وجه له طعنات غائرة بإحدى غرف المنزل، ووضع جثته في كيس "خنشة" وأحكم إغلاقه، ونقلها على متن عربة يدوية "كروسة" في حدود الرابعة صباحا من يوم الاثنين المنصرم، إلى منطقة معروفة باسم "ساقية زرابة"، قرب ضيعة بدوار "ولاد بوكرين"، الذي يبعد عن إقليمقلعة السراغنة بحوالي 2 كلم، وعاد أدراجه إلى البيت. وأضافت المصادر أن جثة الأب، ممرض متقاعد، من مواليد سنة 1943 بقلعة السراغنة، عثر عليها، منتصف يوم الاثنين (12 ظهرا)، من طرف بعض المارة بالمحاذاة مع الساقية، فجرى إبلاغ السلطات المحلية ومركز الدرك الملكي بالمنطقة، والوكيل العام للملك، الذي أعطى أوامره بنقل الجثة إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي من أجل تشريحها ومعرفة أسباب الوفاة، في حين، فتح تحقيق في الحادث، باشرته عناصر الدرك الملكي بالمنطقة، لكنها لم تتوصل إلى نتيجة تذكر. وأشارت المصادر إلى أن فرقة خاصة من القيادة الجهوية للدرك الملكي بالمنطقة، تولت التحقيق، إذ جلبت الكلاب البوليسية المدربة، وقامت بحملات تمشيطية واسعة بالمنطقة، لكن دون جدوى. وصباح اليوم الموالي (الثلاثاء)، فوجئت عناصر الشرطة القضائية، التي كانت تنسق مع رجال الدرك لكشف غموض مقتل الضحية، بابن الضحية وشقيقتيه، يتقدمون لدى المصلحة لتقديم بلاغ عن اختفاء والدهم منذ يومين، فأخبرتهم عناصر الشرطة أن جثة عثر عليها بأحد الدواوير يمكن أن تكون لوالدهم، وبعد تعرفهم عليه، بدأت الشكوك تحوم حول الابن. فألقي عليه القبض ليلة الثلاثاء، في 11 ليلا من طرف فرقة تابعة للمنطقة الإقليمية للشرطة بقلعة السراغنة، إذ اعترف بعد التحقيق معه بقتل والده تحت تأثير الأقراص المهلوسة، وجرى تسليمه إلى مركز الدرك لتعميق البحث معه. وأقر المتهم أنه مدمن على تناول الأقراص المهلوسة، وليلة الجريمة، طلب من والده منحه المال فرفض، فانتظر إلى أن تناسى والده الأمر، وباغثه بطعنات قوية بالسلاح الأبيض، ثم وضع جثته في كيس، وألقاها بالساقية الكبيرة، مبرزا أنه في اليوم الموالي، أخذ مبلغا ماليا عبارة عن واجب كراء أحد المحلات، الذي تعود ملكيته لوالده، وأقنع شقيقتيه بالتقدم ببلاغ اختفاء والدهم ليبعد الشبهات عنه. ويعتبر الحادث، جريمة الأصول الثانية، التي تقع بإقليمقلعة السراغنة، إذ سبق أن قتل شاب والده، في نونبر الماضي، بضرب رأسه بحجر، بسبب خلاف عائلي. كما عرف الإقليم، حسب المصادر، في الآونة الأخيرة، انتشار ظاهرة التعاطي للأقراص المهلوسة والمخدرات بمختلف أنواعها بين الشباب بالمنطقة، ما يؤدي إلى عدد من حوادث الضرب والجرح بالأسلحة البيضاء، إضافة إلى وقوع جرائم قتل.