خلقت تصريحات هدى بن يمينة، وهي مخرجة فرنسية من أصل مغربي، ضجة بالجزائر، بعد تأكيدها على أن فيلمها الجديد سيتمحور حول المناضلة الجزائرية المشهورة جميلة بوحيرد، في وقت نقلت فيه وسائل إعلام جزائرية أن بوحيرد لم تعلم بهذا العمل، وأنها ترفض إنجاز فيلم عنها دون استشارتها. ونقل “فارييتي” الأمريكي تصريحات لبن يمينة، قالت فيها إنها بصدد تطوير فيلم يحمل اسم “لأجل آسيا”، يحكي قصة حب بين ثورية جزائرية وصحفي أمريكي يحاول إخراجها من السجن، وتجري قصة الحب خلال ثورة الجزائر لأجل الحصول على الاستقلال، وأشارت بن يمينة أن الشخصية الأساسية مستلهمة من عدة مناضلات، خاصة جميلة بوحيرد، وزهرة ظريف. وتابعت بن يمينة في تصريحاتها: “بالنسبة للشباب الجزائري، تعدّ هؤلاء النساء أيقونات ملهمة كما عليه الحال مع مارتن لوثر كينغ ونلسون مانديلا ومالكوم إكس”، لافتة إلى أن أحداث الفيلم تمتد على مدار 30 عاما، وأنها تبحث عن ممثلات مغمورات ولكن موهوبات لأجل الدور الرئيسي في تصوير الفيلم الذي سيبدأ خلال الربع الأول من 2018. وقال مقرّبون من جميلة بوحيرد، لجريدة الشروق نيوز الجزائرية، إن بوحيرد تستنكر “إقدام بن يمينة على استلهام فيلم من حياتها دون أن تستشيرها”، وإنها ترفض أن يتم تصوير فيلم عنها دون أخذ موافقتها، كما نفى وزير الثقافة الجزائري، عز الدين ميهوبي، للجريدة ذاتها، أن تكون المخرجة المغربية قد تواصلت مع الوزارة حول هذا الموضوع. ورغم أن حوار بن يمينة مع الموقع الأمريكي صدر نهاية فبراير الماضي، إلّا أن الجدل لم يتضاعف إلّا مع نشر “الشروق” للرفض المنسوب إلى جميلة بوحيرد، في وقت لم تدل فيه بن يمينة بأيّ توضيحات جديدة حول ما نشرته الجريدة الجزائرية. وولدت بوحيرد عام 1935 (تبلغ حاليا 82 سنة)، واشتهرت خلال سنوات الاستعمار الفرنسي بانضمامها إلى جبهة التحرير الوطني ثم إلى الفدائيين، حيث عُرفت بزرع القنابل في طريق جنود الاستعمار الفرنسي، ممّا جعلها المرأة المطلوبة رقم 1 للسلطة الفرنسية، وهو جرى عندما اعتقلت عام 1957. وأوردت بوحيرد في شهاداتها أنها عانت بشكل كبير من التعذيب خلال الاعتقال، ثم صدر في حقها حكم بالإعدام، غير أن حملة واسعة عبر العالم استنكرت هذا الحكم ورفضته كذلك لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، ممّا أدى إلى تأجيل الحكم، ثم تحويله إلى سجن مؤبد، قبل أن تخرج عام 1962، لتتزوج من المحامي الفرنسي الذي دافع عنها جاك فيرجيس.