شددت المجاهدة جميلة بوحيرد في كلمة ألقتها بمهرجان "جدارة الحياة" الذي أقيم في قصر الأونيسكو في بيروت، على أهمية "النضال ضد الإمبريالية"، ودعت إلى "حفظ كرامة الشهداء". وجاءت كلمة المجاهدة بوحيرد عقب منح قناة "الميادين" ممثلة في رئيس مجلس إدارتها غسان بن جدو، درعاً تكريميا لها. واستعرضت قناة "الميادين" وتحت عنوان "فلسفة التكريم"، حياة البطلة بوحيرد التي أسهمت على نحو مباشر وفاعل في الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي في الجزائر، وجاء تكريم المجاهدة القديرة بعد أن حامت شائعات حول وفاتها مؤخرا، خصوصا أنه معروف عنها عزوفها عن الظهور الإعلامي ورفضها إجراء حوارات صحفية، وقد حاولت العديد من الروايات الإعلامية تفسير ذلك، ومن أهمها حكاية "الصورة الكاريكاتورية" التي صدرت عنها بإحدى الجرائد الجزائرية سنة 1962 والتي اعتبرتها بوحيرد إهانة لها، ما دفعها إلى مقاطعة الصحافة والإعلام، ولم تعد للظهور إلا سنة 2009 من خلال رسالة وجهتها إلى الرأي العام تناشده فيها مساعدتها على العلاج نظرا للحالة الصحية التي وصلت إليها. كما يعرف عن المجاهدة الرمز مقاطعتها للتلفزيون الجزائري ورفض إجراء حوارات لصالح التلفزيون الجزائري الذي لم يتمكن إلا مؤخرا من عرض تصريحات خاطفة لها تحدثت فيها عن الرئيس الراحل أحمد بن بلة. وقد عاشت بوحيرد زاهدة في متاع الحياة، ورغم أن العديد من الرؤساء والقادة العرب عرضوا عليها استضافتها وتكريمها على غرار الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة الذي عرض عليها سكنا فخما على شواطئ تونس، لكنها فضلت البقاء في الجزائر ورفضت ممارسة السياسية واكتفت بحب الوطن. ومن مواقف بوحيرد التي سجلت حضورا واسعا في الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، إعلانها الخروج في مسيرة للتنديد بالعهدة الرابعة في حال فاز بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ومن مواقف المجاهدة جميلة بوحيرد تجاه ما تشهده الدول العربية من حراك سياسي، تأييدها للثورة المصرية، ورغم تحفظها من "الربيع العربي"، إلا أنها سجلت تأييدا مطلقا لثورة 25 يناير المصرية ضد حكم مبارك. ولا تزال جميلة التي ولدت عام 1935 بالقصبة في الجزائر العاصمة، وفية لروح النضال منذ أن تعرفت عبر أزقة حي "القصة" على رفاق النضال أمثال حسيبة بن بوعلي، وقد عاشت في حضن الثورة منذ عام 1954 حيث انضمت إلى صفوف جبهة التحرر الوطني وأصبحت المطلوبة رقم "واحد" بسبب بطولاتها في المعارك. ولم يتمكن المستعمر من إلقاء القبض عليها إلى أن أطلق عليها الرصاص، لتسجن ويحكم عليها بالإعدام، وهو ما حرك موجة من الضغط العالمي على فرنسا من قبل لجان حقوق الإنسان، ليتم نقل المجاهدة إلى فرنسا ولم تعد للجزائر إلى بعد الاستقلال. وإلى غاية اليوم لا يمكن أن تحل جميلة بمكان إلا وأحاطها الناس بالحب والقبلات، كيف لا وهي الجميلة التي كتب فيها نزار القباني أحلى القصائد قائلا "الاِسمُ جميلةُ بوحيَردْ.. اِسم مكتوبٌ باللهَبِ، مغموسٌ في جُرح السُحُبِ.. في أدَب بلادي في أدَبي"، وخلد مسيرتها المخرج يوسف شاهين بفيلم سينمائي يسكن قلب كل عربي.