غيب الموت المحامي الفرنسي الشهير، جاكفيرجيس، أول أمس الخميس بالعاصمة الفرنسية باريس، عن عمر يناهز ال88 سنة، بسكتة قلبية. وأثارت وفاة جاك فيرجيس الذي يعد أحد أكثر المحامين قوة وإثارة للجدل في نقابة محامي باريس، ردود فعل متعاطفة من زملائه الذين أشادوا به ب"شجاعته" و"استقلاليته" و"نزاهته" التي كان يتمتع بها أثناء اداء عمله. وعاش هذا المحامي المتخصص في القانون الجنائي حياة شخصيات روائية. فقد كان مقاوما ضد النازية وانتسب الى الحزب الشيوعي لكنه تركه في 1957 لان "مواقفه لم تكن حازمة بما فيه الكفاية" ازاء الجزائر. وكان مناضلا مناهضا للاستعمار وقد تزوج البطلة الجزائرية جميلة بوحيرد المناضلة في جبهة التحرير الوطني التي حكم عليها القضاء بالاعدام قبل ان يعفا عنها. وقد فرض نفسه مدافعا عن الشخصيات المدانة من التاريخ بمبرر ان "واضعي القنابل هم من يطرحون الاسئلة". وكان فيريجس صاحب القامة القصيرة، مقربا من شخصيات سياسية عالمية وكذلك من سائر المناضلين الذين كانوا يعملون في السر مثل الثوري الفنزويلي كارلوس، والنازي كلاوس باربي، والناشط اللبناني جورج ابراهيم عبد الله، والدكتاتور اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسفيتش وقائد الخمير الحمر السابق كيو سامفان، والرئيس العراقي السابق صدام حسين، وكثير من "المغضوب عليهم". ومن مرافعاته الشهيرة هي دفاعه عن صدام حسين التي أثارت استغراب الرأي العام الفرنسي حينها، فقد سألته صحيفة فرانس سوار في 2004 "كيف تكون محامي صدام حسين؟" فرد جاك فيرجيس بجواب قوي "الدفاع عن صدام حسين ليس قضية ميؤوس منها، بل الدفاع عن (الرئيس الاميركي جورج دبليو) بوش هو الميؤوس منه". واشتهر فيرجيس بطريقته في الدفاع باستخدام المحكمة لنقل الصوت التي تبناها خلال حرب الجزائر عندما كان محامي جبهة التحرير الوطني. وقد تزوج البطلة الجزائرية جميلة بوحيرد التي حكم عليها القضاء بالاعدام قبل ان يصدر عفو عنها.