توفي المحامي الفرنسي المثير للجدل جاك فيرجيس، أمس الخميس 15 غشت2013، في باريس عن عمر يناهز 88 عاما، وذلك حسب ما اعلن عنه المجلس الوطني لنقابة المحامين. توفي جاك فيرجيس، احد اكثر المحامين قوة وإثارة للجدل في نقابة محامي باريس، امس الخميس 15 غشت 2013، عن 88 عاما بسكتة قلبية مما اثار ردود فعل زملائه الذين اشادوا به بصفته "فارس" الدفاع "الشجاع" و"المستقل" و"العملاق" الذي التزم احيانا "بالجانب غير السليم".
وأعلنت دار النشر "بيار غيوم دو رو" التي نشرت مذكراته في فبراير بعنوان "من محض اعترافاتي - ذكريات واحلام" ان "المحامي جاك فيرجيس توفي بسكتة قلبية في الساعة الثامنة من ليلة الخميس في غرفة فولتير، وتحديدا على رصيف فولتير بباريس عندما كان يستعد لتناول العشاء مع اقاربه".
وأشارت الى انه "مكان مثالي لآخر عرض مسرحي مدو تمثله وفاة هذا الممثل البارع" لأنه "على غرار فولتير كان شغوفا بفن التمرد والتقلبات المستمرة".
وروى رئيس المجلس الوطني لنقابات المحامين كريستيان شاريير برونازل "انه وقع قبل بضعة اشهر وأصيب بالوهن وأصبح يمشي ببطء شديد ويتكلم بصعوبة لكنه ظل لسيما عقليا. كنا نعرف انها آخر ايامه لكننا لم نتصور ان نهايته ستأتي بهذه السرعة".
وقد عاش هذا المحامي المتخصص في القانون الجنائي حياة شخصيات روائية. فقد كان مقاوما ضد النازية وانتسب الى الحزب الشيوعي لكنه تركه في 1957 لان "مواقفه لم تكن حازمة بما فيه الكفاية" ازاء الجزائر.
وكان مناضلا مناهضا للاستعمار وقد تزوج البطلة الجزائرية جميلة بوحيرد المناضلة في جبهة التحرير الوطني التي حكم عليها القضاء بالإعدام قبل ان يعفا عنها. وقد فرض نفسه مدافعا عن الشخصيات المدانة من التاريخ بمبرر ان "واضعي القنابل هم من يطرحون الأسئلة".
وكان الرجل القصير القامة صاحب الوجه الساخر والنظارات المستديرة والشعر القصير المولع بالسيكار، مقربا من شخصيات سياسية من العالم اجمع وكذلك من سائر المناضلين الذين كانوا يعملون في السر مثل الحركات التي نفذت هجمات في السبعينيات والثمانينيات و"الثوري" الفنزويلي كارلوس والناشط اللبناني جورج ابراهيم عبد الله، الى جانب مجرم الحرب النازي كلاوس باربي والدكتاتور اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسفيتش وقائد الخمير الحمر السابق كيو سامفان.
وردا على سؤال لصحيفة فرانس سوار في 2004 "كيف تكون محامي صدام حسين؟" قال جاك فيرجيس ان "الدفاع عن صدام حسين ليس قضية ميؤوس منها، بل الدفاع عن (الرئيس الاميركي جورج دبليو) بوش هو الميؤوس منه".
وأعرب العديد من المحامين الفرنسيين عن تقديرهم لهذا "العملاق" في نقابة المحامين. وقالت ايزابيل كوتان بيري محامية كارلوس التي بدأت مشوارها الى جانبه سنة 1981 لوكالة فرانس برس "كانت فرصة لا تصدق".
وأضافت "كانت له نظرة سياسية مثالية لمهمة المحاماة وتجربة فريدة من نوعها في اكبر صراعات القرن العشرين".
وقال محامي الجبهة الوطنية (يمين متطرف) جيلبير كولار "عندما كان يدافع عن كلاوس باربي، كنت الى جانب الطرف المدني. كنت في الجانب السليم وكان في الجانب السيئ لكن هذه هي الديمقراطية".
وفي 1970 اختفى المحامي فيرجيس لثماني سنوات مثيرا شكوكا كبيرة وتساؤلات: هل كان الى جانب الفلسطينيين؟ ام في كونغو ما بعد باتريس لومومبا؟ ام في كمبوديا بول بوت؟ لكنه اكتفى بالإشارة الى "عطلة كبيرة في مكان بعيد جدا في شرق فرنسا".