كشف تقرير صادر عن "مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد"، الذي يتخذ من الرباط مقرا له، أن المغرب "سيتضرر بشدة" من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية أكثر من غيره من الدول الأفريقية، لاعتماده بشكل كبير على المواد الطاقية والغذائية المستوردة. وتطرق التقرير الذي أعده أربع باحثين بالمركز إلى تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على 54 دولة أفريقية، وقسمها إلى دول مستفيدة من الأزمة وأخرى قال إنها ستتأثر بشكل مباشر أو غير مباشر بتداعياتها على المديين القصير والطويل. وباعتباره من الدول ذات الدخل المتوسط، ويستورد أكثر من 90 في المائة من احتياجاتها من الطاقة ونصف احتياجاتها من الحبوب، توقع التقرير أن يتأثر المغرب أكثر من غيره من الدول بتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية. وفي السياق نفسه، قال معدو التقرير إن المغرب سيتضرر بشكل كبير من تقلبات أسعار النفط والغذاء مما قد يكلف ميزانية الدولة ما بين 1 في المائة و2 في المائة من الدخل القومي العام الجاري. وبحسب التقرير، فإن الغزو الروسي لأوكرانيا سيزيد من تفاقم عجز ميزانية المغرب وتوقع أن يؤدي أيضا إلى ازدياد كثافة الضغوط التضخمية كنتيجة لارتفاع أسعار النفط والغذاء على الصعيد الدولي. وفي هذا الصدد أوضح المصدر ذاته أن المغرب "من أكثر الاقتصادات الأفريقية التي ستعاني من تداعيات الحرب، خصوصا بعد أن بلغت وارداته من المواد الطاقية 6.4 في المائة من ناتجه المحلي عام 2019، كما بلغت تكلفة استيراد الحبوب 1.4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في السنة نفسها، وبسبب الجفاف وضعف الحصاد هذا العام من المتوقع أن يستورد 50 في المائة من حاجياته من الحبوب أو ثلاثة أضعاف ما استورده عام 2021". مع ذلك، أشار تقرير "مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد" إلى إمكانية استفادة المغرب من الأزمة وذلك من خلال منافسة الصادرات الروسية من الأسمدة والخضر والفواكه الموجهة إلى السوق الأوروبية.